نحو آفاق جديدة فتحي حسن عثمان وحدة حزب الأمة ضرورة وطنية واجتماعية ودينية(1_____2 ) منذ فجر الاستقلال ظل حزب الأمة وهو أكبر الاحزاب السياسية السودانية من ناحية التأييد الشعبي وظل يحقق الرقم الانتخابي الأول في كل الانتخابات الحرة والنزيهة في العهود الديمقراطية الثلاثة ويمتاز حزب الأمة بانتشار أفقي كبير لعضويته في جميع اقاليم السودان وهو الكيان السياسي الوحيد الذي يربط مابين للمكونات الاجتماعية في دارفور وكردفان ووسط وشمال وشرق السودان وجنوب السودان قبيل الانفصال . لعب حزب الأمة وكيان الانصار دورا كبيرا في نيل السودان لاستقلاله عبر شعاره الخالد السودان للسودانيين وهو صاحب القدح المعلي في التصدي للديكتاتوريات والشموليات من لدن عبود ونميري والانقاذ . حزب الأمة كجسم سياسي حي وفاعل تعرضت صفوفه للاختلافات والتباينات ففي منتصف الستينات وبعد سقوط نظام عبود تعرض الحزب نتيجة للتباين في الرؤي واختلاف التقديرات السياسية تعرض لتجربة الانشقاق وخاض انتخابات 1967 بجناحين وتم احتواء الانشقاق قبيل انقلاب مايو 1969 وتعرض الحزب بعد توقيع اتفاق نداء الوطن في عام 1999 وعودة الحزب الي داخل السودان وقيادة مفاوضات مع حزب المؤتمر الوطني نتيجة لاختلاف التقديرات السياسية بين موقف الإمام الراحل الصادق المهدي الذي يري امكانية التعايش مع النظام والعمل على توسيع هامش الحريات دون المشاركة في أجهزة السلطة وبين رؤية تري ان لاقيمة للتعايش مع النظام دون المشاركة السياسية وتحمل المسؤولية وتنفيذ الذي تم التوافق عليه في اتفاق نداء الوطن نتيجة لهذا التباين أدي الي انشقاق حزب الامة الإصلاح والتجديد والمشاركة في السلطة تبع ذلك تفاعلات لاحقة أدت الي مشاركة الامير عبدالرحمن الصادق المهدي كمساعد لرئيس الجمهورية والتحاق بشري الصادق المهدي بجهاز الأمن والمخابرات كضابط برتبة نقيب هذه المشاركة في السلطة وضمن عوامل اخري أدت الي أضعاف دور الحزب . بذلت مساعي عديدة لتوحيد الحزب وتوحيد موقفه السياسي بعد نجاح ثورة ديسمبر المجيدة والاطاحة برأس النظام وكان ذلك عبر وثيقة العقد الاجتماعي الجديد الذي كتبه الإمام الراحل الصادق المهدي فتم حوار سياسي حوله وطرحت المسودة للنقاش وتم الاتفاق عليها بعد الإضافة والتعديل بين وفد يمثل حزب الأمة بقيادة مبارك المهدي والسيد الإمام الصادق المهدي ولو لا ظروف جائحة الكورونا وإصابة الإمام الصادق بهذا الوباء الذي تسبب في وفاته لقطعت وحدة حزب الأمة شوطا كبيرا ونقول قدر الله وما شاء فعل. بعد وفاة الامام الصادق المهدي اجتمعت قيادات حزب الأمة القومي واعملت شرعية التوافق والتراضي لتعمل علي تسيير المؤسسات لمدة عام ويقام المؤتمر العام للحزب فمر عام وعامين ولم يقام المؤتمر العام وقامت حرب الخامس عشر من أبريل وتباينت مواقف ورؤي قيادات الأمة القومي مابين مؤيد للمليشيا المتمردة وداعم لصفوفها وهو جزء من تحالفها السياسي ومابين مؤيد للقوات المسلحة وداعما لها وضمن تحالفها السياسي ومجموعة محايدة لا تؤيد هذا ولا ذاك فانهارت شرعية التوافق والتراضي التي تمت بعيد وفاة الامام له الرحمة والمغفرة ناهيك عن شرعية دستورية للمؤسسات الحزبية الموجودة فهي أخذت أربعة دورات خارج تفويض دستور الحزب حين انعقد آخر مؤتمر في عام 2009 . الحرب ارتكبت فيها فظائع وانتهاكات جسيمة لحقوق الانسان مما يؤسف له ان معظم هذه الانتهاكات تمت في مناطق نفوذ حزب الأمة وكيان الانصار التاريخية في الجزيرة والنيل الأبيض وسنجة والنيل الأزرق وكردفان ودارفور والشباب المغرر بهم الذين ماتوا وتقدر اعدادهم بمئات الآلاف هم أحفاد من ناصروا ونصروا المهدية من غرب السودان عموما. لا عافية للسودان بدون حزب الأمة وكيان الانصار حزب الأمة وكيان الانصار هو العمود الفقري للسودان وهو الكيان السياسي والاجتماعي الذي استطاع صهر مختلف المكونات الاجتماعية في داخله عبر نماذج الجزيرة أبا علي النيل الأبيض والهدي في قلب الجزيرة فهو الكيان المؤهل لقيادة المصالحات الاجتماعية في السودان ولكن لن يتمكن هذا الكيان العملاق من لعب دوره الا اذا توحدت راياته الاربع بمثلما توحدت رايات المهدية تحت قيادة الإمام المهدي عليه السلام فالوحدة ممكنة وقابلة للتطبيق والتحقق وهي ضرورة وطنية واجتماعية ودينية وسياسية ونواصل.
نحو افاق جديدة كتب فتحي حسن عثمان: وحدة حزب الامة ضرورة وطنية واجتماعية ودينية (١_٢)
مقالات ذات صلة
