40.5 C
Port Sudan
الأربعاء, يوليو 30, 2025
الرئيسيةمقالات وأراءمجزرة الصالحة الانتهاء الي المرحلة الاقذر

مجزرة الصالحة الانتهاء الي المرحلة الاقذر

انفرط عقد المليشيا فتحولت الي ذئاب وحوش منفردة وجماعات لا تتقيد باي توجيهات أو تاتمر باوامر هذا ما ظهر بوضوح بعد المجزرة البشعة التي ارتكبتها في الصالحة والتي شاهدها كل العالم وما يستنتج من هذا الحدث الدامي وغيره من الأحداث المؤسفة التي حدثت مؤخرا في معسكرات وقري شمال دارفور وكردفان هو أن المليشيا لم يتبق لها رصيد سياسي أو اجتماعي او أخلاقي وان الخسائر علي هذا الصعيد تمضي بالتوازي مع الخسائر العسكرية.وان المخطط الذي استخدمت فيه وسعت لتنفيذه بسذاجة لارتكاب مثل هذه المجازر وتدمير البني التحتية بالطريقة الغبية التي انخرطت فيها بدون اي وازع من ضمير وطني أو اعتبار لكون المؤسسات العامة والبني التحتية ملك للشعب فسعوا لتوريطها أكثر اوربما التخلص منها للابد كاداة بالية فقدت الصلاحية بعد أن أدرك الذين وظفوها انها بلا جدوي ولكن بخبث أرادوا الاستفادة من فشلها نفسه فتمادوا في امتهانها وابتزالها للنهاية في مخطط اقذر من السابق لتحقيق ذات الغاية حتي لو في المدي الاستراتيجي وهي اضعاف السودان اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا للاجهاز عليه وطالما تعذر تحقيق ذلك بتكتيكات الاطاري بمراحله التي تم تجريبها بعدة أوجه قبل وبعد فتنة الحرب .
و مايحدث الان هو مرحلة الاستبدال الأسواء في ظل معاناتها جراء فقدان إرادتها السياسية مع تراجع قوتها العسكرية وليس في وسعها في خضم حيرتها سوي الانقياد بلا هدف موضوعي طالما أنها غير قادرة علي السيطرة . فأصبح حالها كحال المدمن الذي يتعاطي المخدرات والمسكرات مسلوبا وهذا ما يفسر تصرفاتها منذ ان منيت بسلسلة الهزائم الساحقة التي لم تذهب التوازن والانضباط التكتيكي والاستراتيجي فقط بل قادتها الي حالة الاضطراب والهياج المرضي الذي بدا واضحا في خطاب المعتوه عبدالرحيم دقلو وتصريحات المستشارين المرتبكة في القنوات الفضائية.
ورغم كل هذا الضعف والظهور الباهت والاضمحلال إلا أن المستخدم لايضع اعتبار لمصيرها ومالات مستقبلها ومستقبل جنودها وحواضنها فمضي نحو استهلاكها بلا رحمة .وهذه النهاية طبيعية لاي مشروع عمالة لايرتكز علي رؤية سياسية ناضجة ولا يستند علي اي فكرة مركزية تحدد مساراته وتضبط اتجاهاته وهذه ليست معضلة المليشيا وحدها بل مأزق حلفاءها وداعميها ايضا وان هذه المحصلة الخايبة تتسق مع تصريحات سابقة لحمدوك في لحظة صفاء حينما اشتكي من عدم وجود برنامج سياسي لهؤلاء الإمساخ الذين تسيدوا المشهد في غفلة من الزمن.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة