30 C
Port Sudan
السبت, نوفمبر 8, 2025
الرئيسيةمقالات وأراءمنلوج السلام ونشاز الايدلوجيات المغلقة

منلوج السلام ونشاز الايدلوجيات المغلقة

سقط السودان بعيد الاستقلال مباشرة في مستنقع الخلافات والمزايدات السياسية وظل عالقا عقودا من الزمان متصدرا المشهد او الترند العالمي بالحروبات والنزاعات والمجاعات والكوراث التي لا تكاد تتوقف فكانت النتيجة عدم الاستقرار كعلة مزمنة ادت الي تدهور مشروعات التنمية والأعمار فتخلف عن الركب حتي تزيل القوايم في كل النواحي رغم توفر الموارد وتنوعها و التي كانت ستؤهله ليصبح قبلة للجميع واجتهد المحللون في تفسير وتشخيص الحالة السودانية ولخصت حصيلة الدرسات والتقارير والملاحظات جملة من الأسباب أبرزها الاستقطاب الايدلوجي والاقصاء وعدم الاعتراف بالاخر وغياب الدستور المرجعي والتدخل الخارجي وفشل و فساد النخب مما ادخل البلاد في دوامة صراعات وحلقات مفرغة لدرجة بات يصعب معها التفريق او التمييز بين السبب والنتيجة والان بعد الدمار الكبير وشبح الانهيار الكامل أصبح كسر هذه الحلقات امر ضروري للتعافي من متلازمة الحالة السودانية التي توشك أن تتحول الي عدوي فيروسية تجتاح الإقليم والدول المجاورة وتهدد بقاء شعب او أمة لايزال ينهش تماسك لحمتها خطاب الكراهية في ظل سعار واشتعال الحملات الاعلامية كلما اشتدت حدة القتال مع تسارع وتيرة الدعاية الحربية بسبب صراع محموم و سجال ديماجوجي لايتوخي محاذير الخطوط الحمراء للامن القومي في ابعاده الاستراتيجية بسرديات تختلقها غرف اعلامية تريد اذكاء نيران الحروب بلا هوادة والجدير بالملاحظة أن تجربة الحرب كانها لم تكن كافية لاستيعاب الدروس القاسية والوقوف علي حجم الكارثة التي حلت . فما أن انطلقت جهود السلام المثابرة وتبلورت في مبادرات اقليمية وتحركات داخلية حتي أطلت نذر الممحكات القديمة بمحاولات مستميته ظهرت في بعض الحملات الاستباقية التي تستهدف سرقة مشروع السلام في طور التخلق لتجيره لصالح أطراف تود احتكاره كمنجز يخصها لتخدم أغراضها واجندتها وتتحكم في الرقاب وفق تصوراتها القاصرة التي جربت من قبل فتكشفت النوايا الصفوية الخبيثة التي تسارع الخطي لتحرز هدف من تسلل واضح انتصارا لافكارها الفوقية التي تود انزالها علي قاعدة مجتمعية لم تعد موجودة الا في خيالها النخبوي الشاطح الذي يحلق بها بعيدا عن الواقع ولا يكاد يراه في خضم انشغالاته وشواغله وهواجسه الايدلوجية المغلقة التي تحجب عنه الآفاق الرحبة وضوء الحقيقة التي راها كل العالم وكانت دافعا لطرح المبادرات التي اقترحت وطرحت مشروع السلام في هذه المرحلة المفصلية لانتشال البلد من القاع بعد الدمار الكبير الذي احدثته الحرب في جميع الاصعدة فاقتصاديا توقفت عجلة الإنتاج والتنمية واصيبت الأسواق بشلل كبير جراء الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية وتوقف دولاب العمل بنسبة كبيرة في المؤسسات العامة وانسحب ذلك علي القطاعات الخدمية من تعليم و صحة وغيرهما ومع هذه النتيجة الكارثية كان يجب أن يستشعر الجميع المسؤلية التاريخية والحال الذي ال اليه وضع البلد الذي بات في امس الحاجة الي تضافر الجهود وشحذ الهمم لاعادة الأعمار كمشروع تحدي تاريخي ووجودي ماثل في ظل الفقر والعوز الاقتصادي وخلو الخزينة العامة مما يتطلب مضاعفة الجهود بنفير وطني ينخرط فيه الجميع بدون إقصاء وتفادي مخاطر الصراع حول جثة وطن هي حصاد الخيبات التاريخية وتراكم الاخطاءالمستمرة من نخب أنانية لم تهتم لأمره وأمر الشعب الا في المهرجانات الخطابية
أن اوان ادراك أن مشروع السلام هو الفرصة الأخيرة ليكون هنالك وطن او لايكون وبالتالي لابد من تصويب التصورات التي نشات من المعادلات الصفرية والخيارات العدمية وتبني مقاربات واقعية ترتكز علي خلاصة تجاربنا في سياقاتها التاريخية المختلفة كمحصلة خبرات وطنية وتلقيح وتنقيح الافكار التي وردت في مقترحات الوسطاء بخطوط عريضة كانت محل اجماع مثل التأمين علي وحدة السودان أرضا وشعبا وتوحيد ودمج الجيوش تحت قيادة القوات المسلحة وفترة انتقالية تمهد لانتقال ديمقراطي بمسارين عسكري بجداول زمنية واخر سياسي تقرر ان يكون حوارا سودانيا وتقريب وجهات النظر في التصورات المختلفة والاقتباس من تجارب الآخرين المشابهة وما أكثرها لبناء مشروع سلام مستدام أسوة باخرين تجاوزوا نكساتهم بالحكمة وليس الحماقات وارضاء حظوظ النفس لان السلام مكسب للجميع.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة