لأهمية محاصرة خطاب الكراهية في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر بها السودان اجد نفسي مضطرا للرد علي ماجاء في عمود الاستاذ ابشر الماحي من محاولة فجة لتعميم انطباعته أو ملاحظاته لينتهي الي خلاصة متعسفة تثير الفتن و الضغائن أكثر من أنها تفتح افق الحوار الاجتماعي أو السياسي أو تقدح زناد فكرة علمية تحفزة الباحثين والمؤرخين إذ قال باختصار أن تصريحات كوادر حزب الامة الذين يؤيدون المليشيا تعيد الي الذاكرة ممارسات الخليفة عبدالله التعايشي الأمر الذي يستوجب مراجعة تاريخ مايسمي بالثورة المهدية انتهي وقول له أن آخر نتيجة لانتخابات حرة ونزيهة معترف بها دوليا ومحليا حاز حزب الامة علي مائة وأربعة دائرة انتخابية جغرافية مما يعني أنه يساوي ثلاثة أحزاب من النوع المتوسط مثل الجبهة الإسلامية القومية ونحو عشرة أو ذيادة من الأحزاب اليسارية من حيث انتشار العضوية في جغرافيا السودان لذا يعتبر هو السودان بمعني الكلمة حيث تتعدد فيه التيارات الفكرية وتتدرج تدرج طبيعي كحزب جماهيري حسب ماجرت عليه أعراف التصنيف من يمين الي بمين الوسط ويسار وبديهي جدا حزب بهذا التنوع تحدث فيه تباينات واختلافات وتتنوع فيه الآراء خاصة في مثل هذه المنعطفات ومن الطبيعي أن تجد فيه الاستاذ حسن اسماعيل الإعلامي المعروف ودكتور الحارث ادريس مندوب السودان بالامم المتحدة والضابط الشجاع وليد التوم أحد المرابطين بالمدرعات الي قاسم بدري مدير جامعة الاحفاد هذا علي سبيل المثال وليس الحصر وإذا كان خيارات الكوادر مدعاة الي مراجعة الثورات ماذا تقول عن المشاركة العلنية والسافرة لكوادر المؤتمر الوطني التي تجاوزت مرحلة التصريحات الي قيادة متحركات المليشيا عسكريا وإعلاميا من نائب رئيس الجمهورية والحركة الاسلامية حسبو الي مئات الكوادر الذين شاركوا مباشرة في القتال فماهو مصير ثورة الإنقاذ بنظرك فيا استاذ ليس هكذا تقاس الأمور الثورة المهدية ثورة كبيرة أحدثت اثر عظيم في السودان اجتماعيا وسياسيا وثقافيا لايمكن اختزالها هكذا بجرة قلم الا إذا كانت دعوتك تستند علي ذات الافكار التي كان يروجها منبر السلام العادل وقادت الي انفصال الجنوب وأعتقد أن الأمر هنا مختلف تماما ولابد من مراجعة ادوات منهجك وأدوات تحليلك الذي لايقود الي خلاصة كارثية كهذه وانما يوفر مادة سوقية لمن يسعون الي تمزيق اللحمة الوطنية لأن محاولة ربط الثورة المهدية بالخليفة عبدالله التعايشي لاكسابها بعدا اثنيا محضا لتصفية حسابات سياسية أو فكرية بدون النظر إلي الابعاد الاخري يعتبر قصر نظر يتعامي عن الحقائق لأن المهدية تمددت اجتماعيا شمالا وجنوبا وغربا وشرقا فلا تتعمد لي عنق الحقيقة وتروج ادعاءات من زوروا أحداث التاريخ من الجواسيس والعملاء امثال سلاطين باشا وانصحك بمراجعة مكي شبيكة والقدال وغيرهم من المؤرخين الوطنين الذي نقبوا بتجرد في تاريخ الثورة المهدية وحتي بعض العرب والغربيين وشهاداتهم مبذولة في مراجع والكتب .
كتب خالد تكس يا ابشر الماحي كف عن هذا !!
مقالات ذات صلة