يقول الفيلسوف هرقلطيس من بين جميع مظاهر القوة فإن ضبط النفس يؤثر أكثر تأسيسا علي هذه الحكمة يمكن القول إن الصمود والشجاعة يتجليان في القدرة علي استخلاص العبر من التجارب القاسية والمريرة والتمسك بالحكمة اشق من الصبر في جبهات القتال لذلك اسماه الرسول الكريم بالجهاد الاكبر .
افشل الشعب السوداني بتوحده والتفافه خلف القوات المسلحة وحلفاءها كل المخططات والمؤامرات التي حيكت لتدمير الوطن تدميرا شاملا لذلك يجب أن تظل هذه الروح الوطنية حاضرة الان مع بداية الدخول في أعتاب مرحلة متقدمة من التعافي الوطني وفاءا لأرواح الشهداء و استشعارا للمسؤولية التاريخية التي تستوجب التمسك بالمكتسبات التاريخية للشعب السوداني وعدم السماح بحدوث ردة أو نكسة علي الصعيدين الاجتماعي والسياسي.و السعي لرتق النسيج الاجتماعي لتقوية اللحمة الوطنية وتطوير التجربة السياسية لتحقيق إجماع وطني يقاوم التدخلات والاختراقات الخارجية .
ويجب أن يكون الجميع قد أدركوا أبعاد ومرامي التغير المفخخ الذي اجتهدت قوي خارجية بتواطؤ داخلي التحكم بمكنزيمات حراكه واعاد توجيهها لتفجير الأوضاع علي النحو الفوضوي الذي حدث في الفترة الانتقالية السابقة وتلغيم آليات وأدوات الانتقال وتحويلها الي معاول هدم مقننة بوثيقة دستورية مزعومة لم تكن سوي ردة ونكسة قطعت طريق التطور الدستوري الذي بلغ مرحلة من الانفتاح و التوافق الوطني عبر عنه دستور 2005م فتري هل يعود السودانين الي ماقبل هذا التاريخ بعد اكتمال المراحل النهائية لهذه التجربة القاسية؟ والا تعتبر العودة نفسها نوع من الانهزام أمام افرازات وتداعيات الحرب سيما وان الجدل القديم المتجددة والمغالطات السياسية لم تكن سوي شكل من أشكال العجز المتأصل الذي أعاق مشروع النهضة آن أوان التخلص منه للابد بذات روح الانتصارات الكبيرة التي توجت تضحيات وصبر السودانين واليس من باب الحكمة الاقتباس والاقتداء بتجارب شعوب مرت بهزات مماثلة مثل اليابان وألمانيا وفيتنام .فمضت نحو طريق التنمية والازدهار واكدت ان المجتمعات يمكن أن تنجز مشاريع نهضتها رغم الدمار الكبير الذي تحدثه الحروب. وان الشجاعة الحقيقية تكمن في مواجهة التحديات بإرادة وطنية صلبة تتجسد في القدرة علي النهوض بعد الكبوة .
اختبرت الحرب الشعب السوداني وفجرت أحداثها وتداعياتها أسئلة صعبة ومعقدة ولكنها يجب أن تضع الجميع في هذه المرحلة أمام مسؤولية تاريخية لاستيعاب مطلوبات وشروط العبور أمام بوابات التاريخ مرفوعي الرؤوس وليست تجارب الآخرين وحدها سترسم معالم الخروج من المتاهة مالم توجد إرادة وقدرة علي التمسك بالمنجزات والاصرار علي الإصلاحات السياسية والإدارية التي يجب أن تطبق وتنفذ بدون مجاملة.
والخروج بتصورات تتضمن مقاربات بافكار عميقة تضع حلول نهائية لمسببات الازمة الوطنية المستمرة منذ الاستقلال.
بماذا سيخرج السودانيون من تجربة الحرب؟
مقالات ذات صلة