42.3 C
Port Sudan
الأربعاء, يوليو 30, 2025
الرئيسيةمقالات وأراءحول تصريحات هارون وسط ضجيج المبادرات!

حول تصريحات هارون وسط ضجيج المبادرات!

تصريحات هارون وسط ضجيج المبادرات ..
يجوز طرح سؤال كبير وهو لماذا استنطقت رويترز مولانا احمد هارون في هذا التوقيت في تقديري أن الإجابة علي هذا السؤال قد تحمل مؤشرات ودلالات هامة لقراءة النوايا الاوربية وليس نواياه فقط وهذا اهم للسودانين في هذا التوقيت الذي تشهد فيه الأروقة الدولية حراك لتسويق مشروع تسوية للازمة السودانية من عدة أطراف دولية بمختلف الدوافع و النوايا والأجندة والأهداف منها المعلنة واخري تطبخ علي نار هادئة. فمبادرة ترامب المعلنة أكثر وضوحا وفقا لنهجه وطريقته و ترتكز علي المساومات والصفقات والتسويات بناءا علي تجارب ونماذج ماثلة بأسلوب مغاير لما تنتهجة دول الاتحاد الأوربي التي تهتم بالايدلوجيات والأفكار والجانب الثقافي وتنطوي علي قدر كبير من المكر والاستدراج والاستغفال ونصب الفخاخ كما أثبتت التجارب التاريخية وان تمظهرت بمظهر أخلاقي الا أنها مهتمة جد بتكريس نوع من الاستلاب الذي يضمن استمرارية التبعية مما يحقق لها الاستثمار في كل الجوانب المتعلقة بحياة الشعوب وليس الموارد أو المواد الخام فقط مقارنة بالطريقة البراغماتية قصيرة الأمد التي تستهدف الصفقات المربحة علي طريقة ترامب .. ومن هذا المنطلق انطلقت رويترز لجس نبض هارون ومن ثم قراءة مدي نجاح خطة المؤامرة الاوربية الجديدة التي دخلت مرحلة المناورة منذ بروز ارهصات اعلان تشكيل الحكومة الموازية وهي ذاتها الخطة التي فشلت عبر الاتفاق الاطاري ولكن بوجه آخر ولكن لذات الغاية والتي ربما تقود الي نتيجة أكثر كارثية علي السودانين في حال ذهاب الازمة الي مراحل أكثر تعقيدا وتدويلا فمن خلال الأسئلة التي طرحت علي مولانا لا تظهر رغبة رويترزفي خدمة الحقيقة كما يظن الطيبون بل محاولة للحصول علي اجابات توفر قراءة تحليلية للمشهد السودانيةبمفردات تثبت افتراضات بنيت عليها تصورات سلفا و وتوظيفها في دعاية إعلامية لشغل الراي العام المحلي والدولي بتصريحات يعلمون صدقها من عدمه سلفا دون الحاجة الي طرح اسئلة بحكم المامهم الواسع بمعلومات تفصيلية عن الشأن السودان من خلال انشطة وتحركات المنظمات ولوبياتها وعملائها الذين يكتبون تقارير راتبة حول كل ما يتعلق بالسودان ولكن قد تكون هنالك حاجة لمسوغات جديدة لتمرير الخطة الاوربية في حال تعثر المبادرة الأمريكية او لقطع الطريق أمام جهود الرباعية أو السداسية وتوفير مبررات للاعتراف بالحكومة الموازية والتي حتما ستمر بمراحل مختلفة ولن تبقي في حدود دارفور فقط أو جنوب كردفان بمشروع آخر شبيه بالاطاري يشوش علي مشروع المبادرة الذي ربما يتضمن مقاربات تختلف عن تلك التي قادتنا الي مانحن فيه من آثار تجربة الانتقال الفاشلة بدعم وتمويل اوربي بإشراف حمدوك لانها كانت تحمل عوامل ضعفها داخلها كتجربة مضطربة هيأت كل الأسباب التي أدت الي اندلاع الحرب لانها لم تستند علي مشروع حكم وطني بل تبنت مقاربات معدة من ذات الجهات فلو احسن الظن بها أنها بنيت علي تصورات تضمر افكار ورؤي لوبيات المنظمات الاوربية وتوابعها المسممة بأفكار اليسار السوداني الياس والملغومة بالخبث الاستعماري القديم
وسط كل هذه الضجة الصاخبة من المبادرين يجب علي القيادة في حال المفاضلة أن تستند الي حلفاء إقليمين مثل قطر وتركيا ومصر والمملكة العربية السعودية والتعاطي مع ما تسفر عنه جهود المبادرة الامريكية بذهن مفتوح .للخلوص إلي مقاربة تحول دون مذيد من التعقيدات.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة