لا ادري لماذا اختار دكتور كامل ادريس وفريقه الاستشاري أن يطلق علي حكومته المنتظرة حكومة الامل…فدلالة الاسم مرتبطة بحالة الياس أو والإحباط…فياتي التمسك بالامل في حدود الاماني بدون فاعلية أو استطاعة علي تحقيق المنشود …قال الشاعر محمود درويش في وصف الحالة الفلسطينية نفعل كما يفعل السجناء والعاطلون عن العمل نربي الامل …لذلك هو منلوج داخلي يبقي علي التغير في حدود الرجاء الذي ربما يقوي التماسك الداخلي للتشبث بالفكرة واسباب الحياة.وعرف التاريخ مثل هذا الخطاب في سياقات مختلفة أشهرها خطاب الحلم لمارتن لوثر والذي تبناه أوباما في مناسبة مختلف لاحقا وكان موجه لتحفيز المقهورين لمقاومة سياسات الظلم والاضطهاد فهو أقرب للوعظ العام الذي ينشد التغيير بدون قدرة عملية علي انجازه .
فهل عبر خطاب البروف عن المرحلة التي يعيشها الشعب السوداني وقواته المسلحة وحلفاءها الذين أثبتوا قدرتهم علي البذل والتضحية والصمود و امكانية تجاوز التحديات بروح معنوية عالية وهمة متوثبة لتكملة المشوار وتحقيق انجازات علي أرض الواقع في جميع جبهات القتال و الجبهات الاخري فلماذا الإيحاء بتسرب الياس والعجز الذي لا يعبر عن لحظة.
وطنية ملحمية
فهل احس بتاعس عن توظيف الزخم الذي أفرزته تداعيات الحرب علي الصعيد السياسي واستثماره وتوظيفه لتطوير تجربة سياسيه تعبر عن المرحلة وهل هنالك ما اشعر البروف بوجود عقبات ومتاريس وكوابح تجهض رؤيته أو برنامجه الإصلاحي فلم يتبقي له غير التمسك بالامل أم مجرد استلاف لفكرة الخطاب لم يتحري فيه الدقة للتعبير عن المرحلة فتحول الي نوع من الاسقاط قلص العشم الي حدود الرجاء عسي أن يفلح في تحقيق إنجاز سياسي يحسب له كرجل مرحلة. وماهي الدلالات السياسية علي إسقاط الشعور الشخصي وتعميمه دون استشعار( الموود العام.)
وليس هذا فحسب بل إن الطريقة غير المسبوقة التي اعلنها لاختيار من يشغل الوظيفة العامة تكشف عن هوة سحيقة تفصل بين الرجل والواقع السياسي والاجتماعي وربما لن تسعفه نظرته المثالية في تحقيق إنجاز سياسي كبير تحققه حكومته التي نخشي أن تخيب الامال.
حكومة الامل دلالة الاسم تخزل روح الانتصار!
مقالات ذات صلة