33.6 C
Port Sudan
الخميس, يوليو 17, 2025
الرئيسيةمقالات وأراءالصحافة........المهنة والقانون!

الصحافة……..المهنة والقانون!


الصحافة عمل ابداعي يرتكز علي الموهبة والقدرة علي الخلق والابتكار حيث يجب أن يتم تطوير الموهبة برعاية داخل بيئة توفر شروط ضرورية لذلك ارجع الفيلسوف فرانسيس فوكايما كل اسباب نهضة اوربا واليابان الي اعتراف المذاهب البروتستانية والكونفوشسية بالمواهب كنداء داخلي واجب الاحترام ويستحق الاهتمام من الدولة والمجتمع معا وبهذا المدخل يصعب تعريف وتحديد من هو الصحفي ايضا…اذا نحن أمام معضلتي التاطير القانوني والتعريف المهني.وفي تقديري بما انها تتوقف علي الاختيار الشخصي مثلها مثل السياسة ومجالات العمل الانساني الطوعي الاختياري الاخري كالاهتمام بحقوق الإنسان والبيئة والمناخ وخلافها يمكن إدراجها كنوع من أنواع الاهتمام بالقضايا العامة وبالتالي لايمكن تأطيرها بالتخصص الاكاديمي فليس كل سياسي أو مهتم بالشأن العام أن يكون متخصص في العلوم الساسية وكذلك يصعب تأطيرها قانونيا
بالنظر إلي أزمتها بمعزل عن الازمة الوطنية..لأن الوطن وهو بيئة العمل التي تؤثر علي المؤسسات الصحفية والصحفين معا وبالتالي أن عدم الاستقرار السياسي والنزاعات والانقسامات الراسية والافقية أثرت عليها كما أثرت علي الاحزاب والجامعات ومؤسسات الدولة ولكن التأثير علي الصحافة كان افدح..لجملة من الأسباب اولا النظرة السائدة لادوارها ووظيفتها من وجهة النظر الرسمية فأما وضعتها في خانة الاستهداف أو الاستقطاب وتصنيفها مع أو ضد هذه النظرة لم تفقدها الاستقلالية بل افقدتها الاهتمام اللازم كرافعة وعي وجهة رقابية عليها واجب القيام بأداء رسالتها بحياد مهني وموضوعي .
.وبما أن معركة الكرامة كشفت الخلل الكبير والأخطاء المتراكمة في شتي المجالات إلا أن الجانب الإعلامي أظهر عيوب كثيرة أوجدت ثغرات تسلل منها أعداء الوطن للنيل منه في جبهة لاتقل أهمية عن جبهات القتال .وليس ذلك فحسب بل كشفت أيضا عدم وجود أي استعدادات لمواجهة واستيعاب النقلة التي احدثتها الثورة التقنية في الاعلام صناعة ونشر ومحتوي.وطالما هنالك حديث وتنظير حول فترة تاسيس وإعادة بناء للدولة فمن باب أولي طرح أفكار تضع اسس بخطط مدروسة ومنهجية تعالج الأخطاء القديمة وتستشرف مستقبل الإعلام لذلك ظهرت في الورشة التي اقامتها وزارة الثقافة والإعلام ومجلس الصحافة والمطبوعات اصوات تطالب بوضع استراتيجية اعلامية في المقام الأول بمقاربة تستصحب تجارب دول الجوار الإقليمي في المحيطين العربي والافريقي والمناداة بتبني الدولة للاعلام اتساقا مع مرحلة التاسيس وإعادة بناء الدولة.لان هذا التبني يضمن الإصلاح المتدرج للمؤسسات ويضمن التدريب وصقل المواهب لمقابلة المستجدات والمستحدثات في هذا المجال الحيوي ويختبر مدي القابلية للاعتراف بالمواهب واهميتها في النهضة والتطور. علي أن يشمل ذلك إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية الحكومية حتي تكون أكثر قدرة علي المواكبة

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة