هل للعقوبات الأمريكية علي السودان علاقة بالتحركات الدولية الساعية لطي ملف الازمة الذي يعني دبلوماسيا كما جرت العادة وبناءا علي طبيعة النظام الدولي احتواء الحكومة نفسها ؟الاجابة نعم . لذا لابد من استكناه موقف الحكومة وخيارتها أمام هذا المخطط الكبير المكشوف وان التلويح بعصا العقوبات أو إعلانها مجرد مقدمة لسيناريو يبدأ بتقديم جزرة الحلول باليد الاخري عبر تلك التحركات المزمعة و التي رشحت معلومات حول انطلاقها بجهود دبلوماسية كثيفة في أروقة الاتحاد الافريقي والايغاد للاعداد والتمهيد لعقد لقاءات مشتركة بين الاتحاد الافريقي والايغاد من جهة والأمم المتحدة والاتحاد الاوربي لتتوج باجتماع دولي في بروكسل لبحث سبل إيجاد حلول للأزمة السودانية ويعني ذلك وضع مسار ومنبر موحد يجبر الحكومة أو يضيق خيارتها من خلال هذا التاطير الماكر الذي تزامن مع رفع عصا العقوبات لتقليل هامش مناورة الحكومة اذا عاندت الإجماع الدولي الساعي الي شرعنة قرارات ومقترحات الحلول واكسابها بعد دولي يضع الحكومة في مفترق طرق أما المضي قدما في مسار الإرادة الدولية أو المضي نحو خيارات اخري قد تكرس عزلتها في واقع المساومات والابتزاز الذي يحدث في الأروقة الدبلوماسية
ومن البديهي اعتبار العقوبات من نتائج جولة ترامب الأخيرة في دول الخليج والمنطقة العربية التي أكدت أن تأثير المصالح الاقتصادية اصبح مباشرا ومفضوحا علي العلاقات الدولية وخارطة النفوذ والإطماع المستقبلية. ووفقا لهذه المؤشرات يمكن أن تنطلق المساعي للتعامل مع المعطيات الجديدة بذكاء يستوعب أبعاد المخطط كاملا وليس الانشغال بموضوع العقوبات المفروضة علي اساس تهم ملفقة. وبالتالي لن تعدو كونها مقدمة فقط لذا علي الحكومة السودانية أن تنشط دبلوماسيا وإعلاميا لتسويق أفكارها بثقة وثبات ومخاطبة المجتمع الدولي باللغة التي يفهمها وليس بالهتاف والخطاب المتشنج وتكرار بديهيات أصبحت معروفة مثل اذدواحية المعايير والظلم وغيرها.والتي لم تنفع في النموذجين السوري و العراقي . ويجدر بالحكومة أن تخوض غمار الصراع الدولي بكفاءة عالية وتخطيط محكم ومدروس ومحسوب يستوعب هذه الحقيقة ويطوعها ايضا وليس برد الفعل وتكرار الخطاب العاطفي . ولابد من عمل دبلوماسي ذكي يسعي لايجاد شركاء وتلبية كافة الشروط الفنية للانضمام الي التكتلات الإقليمية والدولية لكسر طوق العزلة الذي مكن الأعداء والطامعين الاستفراد بالبلاد والتلاعب بمصيرها. والسعي لتوحيد الجبهة الداخلية عبر وفاق سياسي والدخول في جولات التفاوض بافق سياسي ودبلوماسي واسع وباجماع وطني يقوي الإرادة الوطنية.
ماهي خيارات الحكومة أمام العقوبات؟؟
مقالات ذات صلة