42.3 C
Port Sudan
الأربعاء, يوليو 30, 2025
الرئيسيةمقالات وأراءشكوي السودان ضربة موجعة (للكلب أمام اسياده)

شكوي السودان ضربة موجعة (للكلب أمام اسياده)


لفتت الحكومة السودانية بالشكوى التي وضعتها أمام محكمة العدل الدولية ضد الامارات الأنظار الي جوانب المعتمة و الغامضة في بنية العلاقات الدولية وفضحت الالتباس والاختلاس المكشوف لمن يمتلك بصيرة أو القي النظر وهو شهيد رغم التناقضات والمغلطات.
وسلطت أضواء كاشفة ليري العالم كله تفاصيل ماحدث واسمعته انات المغتصبات و الثكالى والأرامل وألامهات و الضحايا من أطفال والنساء والشيوخ الذين أهدرت حيواتهم في وضح النهار. وردت الصاع صاعين انصافا لهم ولهيبة الشعب السوداني الصامد الصابر الذي تطاول عليه الاقزام.
ورغم ان اسرار وخفايا دهاليز أروقة المؤسسات الدولية التي قد توفر الحماية و الرعاية لمن يستاسد علنا في المحيطين العربي والافريقي معلومة سلفا ولكن الخطوة وضعت رسائل في بريدها تقول رغم ما حدث من فظائع لكن الشعب لايزال شامخا في قلب الاحداث العاصفة وقادر علي صانعة مجده رغم الدماء والاشلاء والتدمير الممنهج و مساهم فاعل بإرادته الحرة في التحولات و غير قابل للانكسار والمساومة علي الحق لأن ماضيه المهيب شكل واقعه الحالي بأبعاده المختلفة ولم ولن يكن عابرا في سيرورة التاريخ لذا حتي لو تلكا سير العدالة فإن الحراك القانوني والتفاعل السياسي والزخم الإعلامي الذي القي حجرا كبيرا في قاع العدالة الدولية الساكن رغم تلاطم امواج الأحداث التي تطفو أدلتها وشواهدها علي السطح وجه ضربة موجعة وردا مستحقا علي الحقارة بحقارة مثلها وأشد منها تمثلت في تلك الحيثيات والأدلة الدامغة التي اشهد عليها كل العالم من منابر مؤسساته المرجعية لتهتز الصورة التي اجتهدت دولية الشر في تجميلها وتسويقها إمام سطوع الحقيقة التي أزالت مساحيقها فراي العالم قبحها .
وان الجدل الصاخب
أيقظ الضمائر الحرة التي سيعلو صوتها الجاهر بالحق امام الصمت المخجل والمتواصل رغم تمادي الامارات في دعم استمرار الجرائم البشعة التي ترتكب علي مرايء ومسمع العالم. فكانت التعبير الابلغ عن صوت شعوب الدول النامية و الفقيرة التي لاتزال تواجه ازدواجية وزرائعية المعايير وتواطوء المرجعيات. وتؤكد الخطوة القدرة علي الصمود والمثابرة في دروب النهضة و الكفاح رغم مشقة المسير والعوائق والمتاريس الموضوعة أمامها حتي لا تكن قادرة علي حماية ثرواتها ومواردها وصيانة ارثها وموروثاتها وتؤكد كذلك أنها قادرة علي تخطيها مهما تفنن واضعوها وصانعوها لتثبيط الهمم والعزائم أمام المساعي والجهود الماكرة لتكريس التبعية والاستلاب والهيمنة الحضارية التي توظف ادوات محلية واقليمية.وشخصيات بمخططات وسياسات وصفقات سرية وعلنية . وأن الاستهداف الذي يتم تمريره عبر بعض الثغرات بهذه البشاعة والوقاحة ما كان ليتم لولا التغيرات التي حدثت في العالم منذ ما بعد انتهاء الحرب الباردة علي صعيد الاصطفافات والعلاقات الدولية ولكن لن تسكت الاصوات وتقصي الافكار التي تستنهض الشعوب المغلوبة من قفوتها وسباتها العميق حتي لا تخضع للاحادية الإمبريالية المتوحشة واعوانها وازيالها. وتظل جذوة الكفاح و النضال القديم الذي رسخ مبادئه رواد الاستقلال قابلة للاشتعال و يمكن ازكاءها و لن تنطفيء طالما أن الصراع مستمر و الاطماع قائمة والمشاريع الاستعمارية متجددة ومتلونة .
و ستظل الخيارات دوما متاحة طالما هنالك إرادة وطنية حرة ترفض الظلم والخضوع والاستسلام وقد أثبتت معركة الكرامة قدرة الشعب السوداني ومضاء عزمه الذي عرف به منذ فجر التاريخ الذي سجلت رواياته وتحفظ ذاكرته
أنه ظل حاضر في التفاعلات و الصراعات بقوة وبسالة و لديه قدرة علي التأثير وتقرير مصيره ولن يتحكم فيه الاخرون لأن محصلة تجاربه الثورية وتراكم خبراته السياسية ومنجزاته الحضارية يضعانه في مكان الريادة وليس الانقياد والخضوع كغيره من الشعوب التي استلبت وامتهنت تحت بطش وتنكيل انظمة الاستبداد العائلي حيث ينعدم الحد الادني من معايير الحكومة الرشيدة و فرص العدالة والمساواة و اسس الديمقراطية ولا مجال للحريات العامة الا في حدود الرغبات البيهيمية .لانها خدعت بقشريات الحضارة المادية في ابشع أشكالها وانماطها المجردة من القيم والمعاني المعبرة عن هويتها فتحولت بلدانها الي أوكار لعقد الصفقات المشبوهة وغسل الأموال القذرة ومواخير العهر الفكري وتحولت الي معاول لهدم لبنات الأساس الحضاري لشعوب المنطقة بالانقياد الأعمي و التبعية البلهاء لحكام كالدمي في حلبة الصراع الدولي في أيدي من يحركون الأحداث ويصنعونها ويوجهونها بزراعة الفتن والمؤامرات لإبعاد الآخرين عن حلبة السجال الحضاري الحقيقي الذي يحقق الذاتية..ويعبر عن الأصالة والهوية حتي يعمم نموذج التشيوء الذي يمتهن الكرامة الإنسانية مع دوران تروس طاحونة الراسمالية الجشعة.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة