40 C
Port Sudan
الخميس, يوليو 10, 2025
الرئيسيةمقالات وأراءماهي الوصفة الصينية السحرية لدحر فيروس ترامب الاقتصادي؟

ماهي الوصفة الصينية السحرية لدحر فيروس ترامب الاقتصادي؟

كتب :خالد تكس


شرع الرئيس الأمريكي في تنفيذ وعوده الانتخابية علي هدي ذات الافكار التي حققت له نجاح اقتصادي كبير في دورته السابقة مما أكسبه ثقة الشعب الذي أعاد انتخابه مرة أخري لذلك يصر ويعاند مراهنا علي ذات الحزمة من القرارات والإجراءات الاقتصادية الصارمة التي يري أنها قادرة علي معالجة العجز الكبير في التبادل التجاري خاصة مع أبرز واكبر منافسيه الصين.وسط تكهنات كبيرة تري أنه يجدف عكس تيار السيل الجارف للتطورات التقنية وما أن وصل البيت الأبيض اتخذ قرار رفع التعريفات الجمركية علي الواردات وخاصة الصينية الي مستوي غير مسبوق وربما تجاوز الحد المسموح به في أروقة منظمة التجارة العالمية وسرعان ما ادي القرار الي انعكسات تنذر بخطر انهيار أسواق الأوراق المالية وخلف خسائر كبيرة وهبوط مؤشرات وأسهم البورصات العالمية واعاد الي الأذهان شبح الكساد العظيم في 1929.اذا مضي الرئيس الأمريكي نحو خوض غمار هذه المعركة للنهاية من المتوقع حدوث اثار كارثية تزلزل استقرار الأسواق العالمية وتؤدي الي تغيرات جذرية يشبهها البعض بثورة اقتصادية ستؤدي الي تحولات غير مسبوقة و ستلقي بظلالها الكثيفة علي سلاسل التبادل التجاري وتحول أنماط الإنتاج وترفع اسعار المنتجات خاصة الصناعية وينعكس ذلك علي المستهلكين في كافة بقاع الارض ويراهن ترامب علي قدرة و حجم الاقتصاد الأمريكي الضخم والامكانيات التقنية والأسرار التكنلوجية لإحداث التحولات التي يمكن أن تسد العجز وتعالج جوانب ضعف الاقتصاد الأمريكي الأخذ في الضمور أمام شراسة المنافسين الآخرين خاصة الصينين ولكن ربما تكون الآثار التي تنجم عن هذه الإجراءات وفقا للنتائج الأولوية التي ظهرت كاعراض فيروسية جديدة من سرعة استشراءها في الاسواق العالمية منذرة بحدوث كساد فإن الصين ربما تظفر بالجولة وفقا للمعطيات الجديدة و لعوامل وأسباب بنيوية وهيكلية مرتبطة بالميزات التي تمكن الصين من إيجاد الوصفة السحرية التي تمكن الاقتصاد الصيني الذي يزاوج بين الرأسمالية والاشتراكية بطريقة عبقرية وخلاقة جعلته رائدا في مجال الابتكار ومتفوقا وقادر الاستفادة من ذات الروشتة التي اتي بها العالم الاقتصادي كينز عشية الكساد العظيم التي رسخت مبادئ مدرسة كينز الاقتصادية المعروفة بمعالجتها العاجلة الناجزة لدرجة أنها تحولت إلي روشته دائمة في مؤسسات دولية مثل صندوق النقد الدولي وقادر علي التعاطي معها بمرونة اكبر نسبة لتحكم الدولة الكبير في تسيير وإدارة دفة الإقتصاد والتحكم فيه بطرق وأساليب تسهل امتصاص الصدمات وتقلل اثارها باجراءات وقائية تتبناها مؤسسات الدولة السيادية التي تتوافر علي قدرات هائلة في صناديق ومؤسسات بنت احتياطات ضخمة من الرساميل و قد جري اختبارها بالفعل إبان أزمة كرونا اضافة الي الحماية التي توفرها كتلة البريكس التي تتمتع بميزات تتيح خيارات غير محدوة نظرا لحجم الموارد والثقل السكاني ومرونة في تنويع سلاسل التبادل وقدرة علي إيجاد بدائل حتي علي مستوي بنية العلاقات التجارية عبر توفير نظام بديل للسويفت نظام CIPS للدفع بين البنوك عبر الحدود الدولية بسرعة أكبر وتكلفة اقل وطرح عملة رقمية لتحل محل الدولار في التبادل التجاري الأمر الذي يهدد الهيمنة الأمريكية المطلقة ويقلل من سطوتها وسيطرتها علي النحو الذي يسعي ترامب لتكريسه كأمر واقع لامفر منه.ويبدو أن الصين جهزت لقبول التحدي.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة