كتب خالد تكس
المتتبع للنمابع الفكرية لبعض الفاعلين وبعض الكتل والمنظمات السياسية والعسكرية شبه السياسية أو السياسية شبه العسكرية سيجد أن بنية عقلها ومنابتها الفكرية في الأساس ليست ديمقراطية وبالكاد تتقبل النقد والتعاطي مع الرأي والرأي الاخر الا علي مضض ومشقة وعنت.وقد تلاحظ ايضا انعكاسات ذلك علي المشهد السياسي العام وفي التصورات والتوترات والأزمات التي تنشأ باستمرار مع كل خلاف صغر أو كبر وقد تكون ايضا من أهم مسببات حالة الاستقطاب والشد والجذب والاحتجاج التي ظلت تلازم الحراك السياسي منذ الاستقلال والمعضلة تكمن في كيفية إقناع هؤلاء أن بنية عقلهم ووعيهم نفسها هي الازمة وان الإقرار بمبدأ تقبل الاخر والاحتكام الي الخيار الديمقراطي مجرد تكتيك تستخدمه لاجل المناورات قصيرة المدي وليس خيارا استراتيجيا تشكل بقناعة راسخة لذلك لم يعبأ أحد باهمية التحول الديمقراطي في خلق الاستقرار السياسي أو الاجتهاد في إيجاد مقاربات تلائم خصايص المجتمع لأرسا دعائم تجربة وطنية ثابته في بلد متعدد لاتحل مشاكله الابالاعتراف بهذا التعدد ليس بالشعارات المرحلية في المناسبات محددة أو المهرجانات الخطابية بغرض الابتزاز السياسي أو للتسجيل في دفتر حضور .
لا مفر من التخطيط المسبق لراعية أو تطوير نموذج يمكن الاحتفاء به . وان التعامي وإهمال هذه الحقيقة بالمساومات والصفقات والمعالجات والتسويات في أجواء غالبا تسودها التوترات والصراعات هنا وهناك. لم يعد مجديا وان التحدي الأكبر سيظل دوما في الاعتراف بهذه الحقيقة وتقبلها كمنقصة بنيوية والسعي لمعالجتها كجزء من استحقاقات داخلية حتمية في هياكل هذه الاجسام الرخوة ومواجهة هذا الزيف والتجمل الشكلي الظاهري بثورة داخلية تحدث داخل النفوس قبل أن تسري في أوعية هذه الاجسام الهلامية التي تملأ الساحة ضجيجا وجعجة لان القانون أو الدستور لن يفلحا وحدهما ولا حتي قانون تسجيل الاحزاب في مكافحة هذا الداء العضال مالم يحدث ذلكم الانقلاب الداخلي والتحولات الجذرية في بنية الوعي هذه ستظل احتمالات أعادت إنتاج الازمة واردة طالما ذات العقليات باقية في المشهد بغض النظر عن الملابسات التاريخية التي تبرر وجودها أو تصعد بها الي السطح.و عليها أن تدرك بعد هذه التضحيات الكبيرة بالارواح والدماء أصبح التوصل إلي مقاربات أو تفاهمات بات حتميا وفاء لتلك البطولات ورحمة بهذا الشعب الذي واجه كل الصعوبات ودفع اثمان باهظة ولم يعد من المعقول أن اخلاقيا أن يبقي في دوامة الفشل المزمن.بسبب العجز عن إيجاد توليفة تزاوج بين الصرامة العسكرية ومبدأ التداول السلمي للسلطة في اطار نموذجى لتجربة وطنية تنظم العملية وتهذب هذه الأطماع تكون رائدة وقادرة علي استيعاب واستلهام الأسباب والسياقات التاريخية لتجارب القبضة الحديدة في روسيا والعزلة المجيدة في امريكا واجتهادات ماو تسي تونغ في الصين كنماذج بازخة حققت مشروعاتها النهضوية بمقاربات وطنية في لحظات تاريخية لاتقل قساوة عن ما واجهناه الان .
بنية العقل الشمولي ودورها في تأزيم المشهد
مقالات ذات صلة