34.8 C
Port Sudan
الجمعة, يونيو 20, 2025
الرئيسيةتقاريرهدي النجار تكتب :نحيب الامكنة حينما تعانق العائدين مع البشريات الي الخرطوم...

هدي النجار تكتب :نحيب الامكنة حينما تعانق العائدين مع البشريات الي الخرطوم الشامخة


هي تفاصيل تفصح عن الكبرياء والصمود في كل زاوية وحجر وشارع تحتاج أن تفرد لها مساحات وتكتب حولها كتب ومجلدات لتخليدها وتوثيقها لفضح جرائم المليشيا التي تتحدث عنها الأنقاض وآثار التدمير الممنهج والسرقة والنهب والفوضي التي اجتاحت أنحاء العاصمة منذ اندلاع الحرب في ال 15 من ابريل 2023
الخروج والعودة
خرجت كغيري من الآلاف السودانين الذين تركوا منازلهم وتفاصيل حياتهم وزكرياتهم يعتصرني الالم والحزن والاسي علي مصيري ومصير اهلي واصدقائي وزملائي منذ أن اسيقظنا في فجر الحقيقة الصادمة بأن الموت أصبح أمر واقع بأمر حميدتي واوباشه كلما تصاعدت حدة القتال ولازت المليشيا الجبانة بالمنازل والأعيان المدنية واتخذت المواطنين دروعا بشرية فتركنا الديار ولايزال صدي انفجارات القنابل وازيز الطائرات ولعلعة الرصاص يتردد الي مسامعنا.وليس هنالك خيار سوي النزوح وبدأت الرحلة بالالامها واخواتها وقسوتها ومرارة الصبر الذي استطال ولم تذهبه الا حلاوة الانتصارات التي بدأت من الإذاعة وجبل موية وسنار والجزيرة حتي بلغ قمته في الخرطوم فخرج الجنجويد يجرجرون ازيال الهزيمة والخيبة والانكسار تطاردهم اللعنات والادانات الي يوم القيامة.ولاحت بشريات العودة وامنيات الرجوع الي معانقة الذكريات وكل تفاصيلنا الإنسانية مرة اخري التي حرمتنا حرب الجنجويد اللعينة منها فجاء قرار العودة مع بشريات العيد لغسل الاحزان واستعادة الامل رغم اختلاط المشاعر ما بين الرهبة والرغبة
التكايا والمشافي
كانت عنوانا عريضا يجسد الكبرياء والشموخ ويلخص قصص الصمود والسخاء والجود والكرم الذي تحكيه الآلاف الحكايات التي تكاد تتحول إلي اساطير مما أكد معدن وأصالة هذا الشعب وحفر اسماء الذين قاموا بأمرها في سجلات التاريخ لانها كانت امل البقاء الوحيد للجوعي بعد أن تعطلت أسباب الحياة بسبب الحصار القاسي الذي فرضته المليشيا علي الجميع داخل الأحياء فسدت ثغرة إنسانية وقامت بادوار لاتقل عن تلك التي قامت بها المشافي وماتبقي من مراكز صحية كانت تعمل تحت تلك الظروف فاستحقوا اسم الجيش الأبيض الذي يجب أن ترفع له القبعات بما قاموا به من ادوار رائعة تجاه المرضي وكبار السن والأطفال والجرحي فاستحقوا الجوائز والانواط والأوسمة.
التدمير الشامل
كان العنوان الابرز الذي يتحدث عن جرائم المليشيا بالدليل القاطع في كل شارع ومبني وبيت ومؤسسة وكل مكان وطأته اقدامهم القذرة فداسوا علي كل القوانين والأعراف والقيم دون اعتبار لاي جوانب انسانية أو تاريخية أو دينينة فلم تنجو المستشفيات والمساجد والمتاحف والمكتبات والجامعات بعد أن حولتها المليشيا الي اهداف وثكنات عسكرية ورغم ذلك بقيت آثارها صامدة تعانق العائدين بشموخ تتطلع الي المستقبل بعين النصر المؤزر بعد أن اطلقت ملحمة الاعمار بقيادة والي ولاية الخرطوم وهاهي تستقبل العيد و العائدين بالبشريات رغم كل ما حدث.

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة