42.3 C
Port Sudan
الأربعاء, يوليو 30, 2025
الرئيسيةتقاريرسودنة الحوار إعادة الجدل العقيم ام إلاعمار؟

سودنة الحوار إعادة الجدل العقيم ام إلاعمار؟

كتب خالد تكس


يكمن مأزق السودان حاليا في حتمية ايجاد مقاربة سحرية تجمع الفرقاء السودانين من مختلف منطلقاتهم الفكرية والسياسية لمواجهة التحدي الماثل امامهم وهو الدمار الكبير الذي خلفته الحرب في كل النواحي مما يستوجب تناسي المرارات والخصومات أسوة بشعوب كثيرة علي ظهر المعمورة مرت بحالات مشابهة تمكنت من تقديم نماذج يحتذي بها في علو الهمة وقوة الإرادة. اذا المطلوب انطلاق عملية تقرب وجهات النظر ولايهم أن كان حوار أو تفاوض أو تفاهم
تجربة الحرب بماسيها كفيلة بأحداث نقلة كبيرة في الوعي القومي بحجم الخسائر الهائلة التي حدثت تقول الإحصاءات الاولية أنها مليارات الدولار وترليونات الجنيهات
من خلال المداخلات الكثيرة التي قيلت في الورشة التي اقامتها حركة المستقبل للإصلاح والتنمية تحت عنوان الحوار السوداني سوداني برز إجماع علي مجمل المواضيع المرحلة منذ الاستقلال نظريا رغم أن خطب المنابر قد لاتعبر عن المواقف الحقيقية لأن الشيطان في التفاصيل وفي التصورات التي يبدو أن بعضها ينحو الي تكريس واقع محدد بسرديات تبدو منطقية طالما أنها تستند الي حيثيات كالامن القومي والمحافظة علي كيان الدولة في ظل التحديات الماثلة كالرؤية التي طرحها المؤتمر الوطني أو الافكار التي قادت إلي إجراء تعديلات في الوثيقة الدستورية وما صاحبها من جدل لايزال يثير كثير من الأحاديث السياسية في السر وفي العلن وهنا يجب أن تحدث تفاهمات وطنية تحدد سقوفات زمنية واضحة لتلك التصورات وتبعث بتطمينات للذين أبدوا تحفظاتهم حول ما يحدث. والرؤي التي حددت الأولوية المجمع عليها في هذا المنعطف التاريخي لابد تترك مساحة لادارة حوار حول الخلافات التي أدت الي الانقسامات الراسية والافقية التي تحولت إلي ظاهرة متفشية في كل الاجسام السياسية والعسكرية وحتي الكيانات الاجتماعية لدرجة أن أحد المتحدثين ارجعها الي سمات في الشخصية السودانية طالما لاتوجد خلافات عقدية وفكرية عميقة وجذرية تعين علي تفسيرها. ورغم صحة التصورات المطروحة مرحليا و التي تذهب نحو تكريس اتجاهات محددة في التفكير حيث تضع الأمن والاستقرار أولوية وترتكز علي سردية ادوار المؤسسة العسكرية في حرب الكرامة وتضحياتها وتصديها للمؤامرة وافشالها للمخططات وقدرتها علي التماسك حسب ما اوردته الورقة المفاهيمة التي قدمها دكتور الرشيد محمد احمد بين سطورها ولكن لابد أن تظهر المؤسسة العسكرية كمؤسسة متماسكة وموحدة وتحاور الآخرين من مطلقات ثابته وهذا يعني اختفاء كل المكونات شبه العسكرية ودمجها وغلق الباب تماما أمام حوار بين المدنين قوي مسلحة كما قال علي عسكوري.واشارت احاديث اخري الي أن أي تصور يجب أن لا يغفل أهمية الإجماع في واقع هش ولضرورات وطنية يتجاوز مسألة عدم الثقة في القوي السياسية التي تعاني من الضعف والتشرذم مما يظهرها كما لو أنها غير قادرة علي إدارة أزمات البلد في ظل الاستهداف والمؤامرات الدولية الا أنها افضل من الانتماءات الاولية بحكم تجذرها في الوجدان والوعي القومي تعتبر من ممسكات الوحدة الوطنية وأن لملمت أطرافها التي انحازت الي الوطن يسهم في رتق النسيج الاجتماعي وإعادة البناء القومي . ويجب أن لاتغفل التصورات أيضا أن بعض الجهات التي تتبني القضايا الإقليمية أو الجهوية كانت في الأساس واجهات لتنظيمات عقائدية يسارا ويمينا استخدمتها لإيجاد أرضية ولتبرير وجودها في ظل عدم قدرتها علي الاستقطاب لحرج أو ضعف فكري معظمها تعود جذورها لنمط الفكر الأحادي المغلق الذي لم يجد تمايز طبقي يؤسس عليه دعوته الفكرية ولاتزال لديها تصورات إقصائية كالحركات المسلحة و الاجسام الجهوية والمناطقية التي تريد التقرير في شأن يستوجب إجماع وتفويض صريح من مواطني تلك المناطق وأثبتت التجارب أن معالجته في المستوي الراسي تلبية لطموحات الفاعلين يسبب كثير من المشاكل لاحقا .
ويجب أن لاتغفل التصورات أيضا الابعاد الدولية والإقليمية وادوارها في مجال التعاون خاصة في ملفات إعادة الإعمار وان أي تصور يكرس العزلة وينطوي علي افكار انكفايءة لايخرج البلد الي بر التنمية والازدهار رغم توفر الموارد وإعادة لذات الجدل العقيم الذي يعيد إنتاج الازمة

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة