كتب خالد تكس
يجمع المراقبون علي أن فشل التجارب السياسة الوطنية اقعد نهضة الدولة السودانية.و قاد الي هذه النتيجة اسباب عدة داخلية وخارجية وقد أسهب الدكتور منصور خالد وغيره من العلماء والباحثين في شرحها بالتفاصيل ولعل أبرز تجلياته هو إخفاق النخبة في توحيد الشعب السوداني مماقاد الي انفصال جنوب السودان والي انقسامات أفقية وراسية تحولت إلي ظاهرة مزعجة لدرجة تذكر بالعبارة الدارجية(شنو القسموه ما لحق ) وبالتأكيد هذا يعبر عن عجز تاريخي في عدم القدرة علي الوصول إلي افضل الصيغ لتوزيع الفرص ففي وقت تتوحد الدول والكيانات لتكوين تكتلات اقتصادية تتشظي بعض الدول وتتقسم…نتيجة قصور داخلي و قد يكون هنالك دور لبعض العوامل الخارجية.ولكن بناءا علي تجارب ماثلة هنالك دول ذاخرة بالتنوع والتعدد والتباينات الاثنية والعرقية والدينية و تمكنت من خلق توافق وطني ونجحت في إدارة التنوع ووظفته ليس لتحقيق عدالة الفرص فقط بل لخلق مذيد من الفرص نفسها في كل المجالات مما قادها لاثراء تجربتها المثال الأبرز الهند . واعتقد بعد كارثة الحرب واثارها القاسية والتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوداني الذي عاني الامرين علي ايدي ابناءه لابد من إيجاد تدابير وبحث سبل لايقاف هذه المعاناة ووضع حد للتجارب الفاشلة ولن يحدث لذلك ما لم تتغير العقليات التي تدير المشهد علي مستوي المركز والولايات واستبدال محتويات ذاكرة الاستعمار السالبة مثل المحسوبية والشمولية الاستكرات والاستهبال وكل ما ظل عالقا في أروقة الدولة كارث وما يظهر في ممارسة السلطة كثقافة فرق تسد أو التلاعب بالتناقضات وتوظيفها للامساك بخيوط اللعبة ما قاد الي ظهور هذه الحركات الكفاح المسلح كما ظلت تردد هي نفسها إلا أن ذلك لا يمنحها شهادة صحية تؤكد خلوها أو عدم إصابتها بذات الأمراض ما لم تظهر ما يشير إلي تغير
العقلية وتختفي بعض المظاهر السالبة التي قادت إلي حدوث انقسامات داخلها .
اذا المسألة تحتاج ثورة وعي تحدث انقلاب في التفكير لأن كراهية الجنجويد قد تكون فقط شعور لحظي وليست كافية لأن تصبح نظرية سياسية ترسخ تجربة مستدامة و لاتعفي من المطلوبات الاخري في نظريات الحكم والادارة العامة مثل الافكار والبرامج والمرتكزات الفكرية والموجهات المنهجية والإصلاحات التنظيمية واللوائح الداخلية التي تتيح تداول المواقع حتي لايحدث تغابن واحتقانات تقود الي انقسامات.واختفاء للمعايير غير الموضوعية كالمحسوبية والاواصر العائلية والاسرية…..وغيرها فهل هي قادرة علي تحسين صورتها ودحض الانطباعات السالبة السائدة ؟
الحركات بين شروط الرهان واسئلة الامتحان
مقالات ذات صلة