كتب خالد تكس
تنتج أحداث التاريخ الكبري العوامل والعناصر كافرزات جانبية ولكنها لاحقا تصبح لها تأثيرات في دوران عجلة التاريخ و تمهد لحدوث نقلات كبيرة..تلك العناصر و العوامل التراكمية تؤثر في فسيفساء المجتمع و مكنزيمات الحراك و قوانينه الداخلية و في صعود الفاعلين المؤثرين الذين يوجهونها ويتحكمون فيها علي مدي السلاسل الزمنية أو الفواصل بين الأحداث المتقطعة..والتي تستقر في محصلتها النهائية كمعطي تاريخي يزلزل الثوابت السابقة التي الفها الناس طويلا وتبلغ تجلياته القصوي في التفعلات الكبري مثل الحروب والكوارث الطبيعية العاصفة ولكن علماء الانثربلوجيا يجمعون علي ان الحروب اسرع وأعمق وسيلة تغير اجتماعي وأكثرها نفاذا …لذلك تعتبر من المحطات الفارقة ولحظاتها حاسمة لما يترتب عليها من نتائج علي صعيد البني التحتية والفوقية لذلك يتتبعها المؤرخون والمراقبون بالرصد والتحليل لتفسير النتائج وللخلوص الي حقائق ومرتكزات . وبناء علي ذلك منذ اندلاع الحرب الحالية اصطف كثير من رموز وقيادات الإدارات الاهلية بعضهم الي جانب القوات المسلحة وآخرين الي جانب قوات الدعم السريع هذا الاصطفاف لن تتوقف نتائجه علي نهاية المعركة في الجانب العسكري فقط بل تنسحب تداعياته الي الجوانب الاجتماعية والسياسية وعلي صعيد الخيارات المستقبلية اذاعنا لرغبة المنتصر والغالب الذي ستكون لديه القدرة والاستطاعة علي التحكم في ديناميكية المجتمع والتاثير علي الفاعلين ايضا . وزعماء الادارات الاهلية الذين ورثوا الزعامة من سابقيهم الذين صعدت بهم احداث في سياقات تاريخية فاستقرت أحوالهم نحو قرن من الزمان لم يزلزل ذلك الاستقرار سوي احداث متقطعة محدودة التاثير ولم تتجاوز الي بنية العلاقات المعروفة بين الحكومة المركزية والإدارة المحلية علي النحو الذي يحدث الان فمنذ ما بعد اندلاع الحرب الحالية حدث ما عصف بكثير من الثوابت و خلخل الركائز وبدلا أن تقوم الادارات الاهلية بما يماسك المجتمع انخرطت هي نفسها تردد سرديات التمرد وحلفاءه السياسين وخضعت لرغبة التمرد تماما وأصبحت أداة في يده يطوعها و يوجهها كيف ما شاء هذا التحول والموقف المستجد الجم السنة الكثيرين بالدهشة لانه خرق المألوف الذي تعايش معه الناس طويلا و مع بروز مؤشرات واحتمالات تؤكد حسم القوات المسلحة للمعركة لاحت مهددات تنذر بحدوث متغيرات بناءا علي ما يترتب علي نهاية المعركة من نتائج وبالتأكيد سوف تكون مختلفة تماما وربما تؤثر عليها الاصطفافات السابقة إذا لم يحدث تحول في المواقف. وغالبا سيصعد لاعبين آخرين ذكتهم مواقفهم التي اتخذوها وحينها سيقرر التاريخ وستجري سننه علي ذات المنوال الذي مهد لصعود أسلافهم وربما نسجت الأحداث والاقدار ما يكفي لإقصاء بعضهم نتيجة تقديرات خاطئة ستكلفهم كثيرا تلك هي الدروس التي ما انفكت تكررها دروس التاريخ وعبره في كل حكاية ورواية حتي تلك التي تقول علي سبيل المثال وليس الحصر أن الادارات الاهلية جاءت بها موازنات ومعادلات الاستعمار حتي من خارج المكونات الإثنية التي تدعي الانتماء لها علي اساس الولاء والطاعة وعوامل اخري صنعتها احداث تاريخية بملابسلات مختلفة . و تجمع الروايات علي أن قيادة قبيلة الرزيقات في مناطقهم الحالية كانت لزعيمهم الاول جماع الكرو
وهو من فخذ اخر غير الذي ينتمي إليه ال مادبو وهو جد ال عقيل الذين اقصتهم حيثيات اخري و تحولات سابقة من الزعامة وقررت مصيرهم كآخرين غيرهم نافسوا ال مادبو الذين كسبوا الانجليز بالحكمة والفطنة والدهاء فال لهم الأمر كاناظر ابراهيم موسي الذي اشتهر بالحكمة والعدل . ولا يختلف اثنان في أن مصير ناظر الرزيقات الحالي باتت تتهدده تحديات كبيرة إذا ما تمادي في خياره المعلن والذي يتباهي به كثيرا هذه الأيام أمام الحشود المصنوعة بالاكراه بعد أن وضع نفسه في موقف المساند للمليشيا ومع تنامي احتمالات هزيمتها يصبح موقفه أكثر تعقيدا كل يوم وتتناقص قدرته علي التأثير في مجريات الأحداث حوله مقابل صعود منافسين آخرين علي النفوذ و السيطرة علي القبيلة مثل الشيخ موسي هلال زعيم الفخذ الأشهر في الرزيقات والاكثر انتشارا والاوسع شهرة في بعض دول الجوار التي لاتعرف ماذا تعني مفردة رزيقات وينطبق ذات الأمر علي مكونات اخري مثل التعايشة المعروفين بأولاد حميد في تشاد
وهذا الرهان الخاطيء لايهدد النفوذ الإداري أو السياسي فقط بل يفشل محاولة القفز فوق حقائق الجغرافية والتاريخ لأن هذه القبائل لم تكتسب خصوصية الاسم فقط من البيئة والحدود السودانية بل حتي بعض السمات في اللون والشكل والعادات والتقاليد وحتي الجينات عن طريق انصهار ومصاهرات امتدت لأكثر من قرن من الزمان حتي تحولت إلي كيانات تضم قبائل بالمعايشة وليس بصلات الرحم أو الدم داخل ادارتها التاريخية بعموديات ومشايخ معروفة في نطاقها الجغرافي رغم تورطها المشين كخادم الفكي أجبرتها المؤثرات علي
مغامرة حسم الهوية لتساير رواية المليشيا الكذوبة جنيد وحيماد فإن هذا الأمر سوف يؤدي التي تصدع تلك الكيانات القبلية نفسها لأن هنالك مجموعات لاتعنيها هذه الرواية لا من قريب أو بعيد ولاتعرفها اصلا .و رغم أن هذه السرديات تنطوي علي كثير من الجدل والمغالطات ولكن القصد منها أقامت حجة سياسية لتغليف وترويج دعاية الاستنفار لكنها زجتها في لجة بحر السياسية بامواجه المتلاطمة التي تحركها عواصف إقليمية ودولية مما ادي الي تعريتها وانكشافها
واوقعها في حرج اجتماعي تاريخي و مأزق أخلاقي كبير لايهدد تماسكها فقط بل يقزم ادوارها كبيوت حكمة ظل تقوم بادوار في حل وفض النزاعات كركيزة من ركائز الحكم المحلي وفقا للقانون خاص فصل واجباتها وحقوقها و أنشأت بموجبه لذلك استخدمه بعض ولات الولايات ضد عناصرها الذين خالفوه مخالفة صريحة ففقدوا حصانتهم .ولا عاصم لهم بعد هذه المواقف المخزية
ماهي مهددات بقاء الادارات الاهلية الرزيقات نموذجا؟
مقالات ذات صلة