منذ اندلاع الحرب تحولت عبارة حسن الجوار الي مفردات باردة تردد علي سبيل البرتوكول داخل أروقة مؤسسات ساخت في وحل المؤامرات والخيانة فتجاوزت الأعراف والمواثيق وانتهكتها في وضح النهار فاعتاد السودانيون طعم مرارة الخزلان اذ لم يعد أكثر قساوة من فقد الانفس التي لبت نداء الوطن في جبهات القتال.
ومع تصاعد سحب الدخان جراء حرب الخيانة الداخلية والخبث الإقليمي التي قدح نيرانها الجيران علي أوراق الوثيقة الدستورية منذ عشية التوقيع عليها حتي سادت أجواء من الشك والتوجس في طبيعة العلاقات الدبلوماسية التي ربطت السودان كبلد مؤسس وليس مجرد عضو عادي مع جيرانه في المؤسسات الإقليمية
والجمت الدهشة كثير من المراقبين لاستيعاب ما طرأ في تلك الوشائج من مستجدات . تدفعها للانخراط في نسج خيوط المؤامرات والدسائس دون تحسب لاي ارتدادات أو عواقب فثارت كثير من التساؤلات حول الدوافع والأسباب والاغراءات والاثمان التي اغرت برمي الروابط
التاريخية هكذا بدون اكتراس أو مبالاة.ونتيجة لذلك تولدت لدي السودانين رغبة كبيرة في رد الاعتبار ويكاد يجمع المراقبون علي بطء رد الفعل الرسمي الذي لم يساوي حجم تلك التجاوزات والتمادي في انتهاك الخصوصية والتدخل في الشؤون الداخلية والقوا بالوم علي ضعف الأداء الحكومي في بعض المؤسسات خاصة الخارجية ولكن الاستاذ خالد الاعيسر وزير الثقافة والإعلام خفف الضغط عليها وعزا الضعف أ الي المعاناة التي واجهتها جراء الآثار والتداعيات التي أفرزتها الحرب بعد أن مارست المليشيا انتهاكات ممنهجة استهدفت تخريب وتدمير البنية التحتية والتي طالت كل المؤسسات فظلت تعمل في ظروف قاسية ومعقدة بدون معينات عمل بعد خربت المليشيا مقارها ومكاتبها واثاثها ومعداتها.
وقال لدي تحدثه في الملتقي التنويري الخامس عشر الذي خصص لتناول الازمة الدبلوماسية مع دولة كينيا لابد من تفهم الظرف الطارئ وان هذه المؤسسات تبذل مجهودات جبارة لتواكب مطلوبات المرحلة التي يمر بها الوطن في هذا المنعطف الخطير لترتقي إلي مستوي التضحيات التي تقدمها القوات المسلحة وكل الأجهزة العسكرية التي استبسلت في ميادين القتال في كل الجبهات فاستحقت التهنئة علي الانتصارات الأخيرة بفك حصار الابيض وتحرير القطنية والتقدم لأحكام حصار المليشيا في الخرطوم محيا الشعب السوداني والإعلام علي الصبر والدعم والمساندة.
وقال الأستاذ حسين الفاضل الأمين وكيل وزارة الخارجية أن دولة كينيا لم توفي بالعهد الذي قطعته مع وزير الخارجية منذ بوادر تفجر الازمة فقابل الرئيس وليم روتو مستفسرا عن استقبال المتمرد حميدتي واستقباله والتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان بموجب ذلك عاد السفير الي مقر عمله بنيروبي .واضاف ظللنا نتابع مع السفير التصرفات الأخيرة حيث قررت كينيا إحتضان وتوفير معينات إقامة نشاط جديد معادي للدولة بتوقيع ميثاق سياسي وتكوين حكومة موازية بمبررات واهية وادعاءات حل الازمة وبحث سبل تحقيق السلام كما حدث في اتفاقية نيفاشا رغم اختلاف السياق الموضوعي والأسباب لان تلك المفاوضات تمت في اطار مختلف و بتوافق ورضاء الأطراف وأنها بهذه الخطوة انتهكت مواثيق الاتحاد الافريقي والأبغاد والكوميسا وكل المؤسسات والمنظمات التي تلزمها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء .ولكنها استمرت في التجاوزات رغم الاصوات النزيهة التي تصاعدت من المعارضة رافضة لإقامة أنشطة مليشيا التي تورطت في ارتكاب جرائم ومارست انتهاكات وثقتها منظمات حقوقية دولية.
وكشف عن اتخاذ خطوات دبلوماسية باستدعاء السفير للعودة إلي السودان فورا والشروع في اتخاذ إجراءات اقتصادية قيد الدراسة لدي جهات الاختصاص لإيقاف استيراد الشاي الذي يعتبر السودان من أكبر الدول الأفريقية التي تستورده من كينيا. علي تتوالي الخطوات التصعيدية مع تطورات المواقف الدبلوماسية.