من سيحكم السودان
كتب خالد تكس
طرح هذا السؤال يصبح أكثر إلحاحا واهمية كلما ذادت الامور تعقيدا لأن الاجابة قد تضع حدا لتفاقم الازمة أو المشكلة بعد هذه التجربة المريرة أو قد تحول دون تكرارها ولأن التفاعلات التي باتت تلازم خطابات البرهان سواءا مع أو ضد تؤكد عمقها وتشعبها وتدل علي تحولها إلي عقدة مستعصية تجلت في الاصطفافات القائمة علي الرغبات السياسية بدون مواربة أو مداراة والأدهي بدون حتي تصورات واضحة مما قد يخرجها من كونها ظاهرة طبيعية كما قال سقراط الإنسان حيوان سياسي.يتعاطي شأن العام بصورة مباشرة أو غير مباشرة بوعي أو بدون وعي.الي محاولة تكريس واقع محدد بتصور يشرعن للمقاتلين استحقاقات سياسية بدلا عن المكافآت العسكرية . ويثور سؤال آخر حول تلك التصريحات نفسها وما إذا كانت كافية للتعبير عن الواقع السياسي بدقة وفقا لرؤية سياسية أم أنها فقط احاديث مناسبات لا تخرج عن ظرفها الاني زمانا ومكانا ومناسبة.
وهل هي كافية وقادرة علي التعبير عن تعقيدات الازمة و توصيف مالاتها وبالتالي يجوز اعتمادها كإعلان سياسي يلبي مطلوبات الإجماع الوطني في حده الادني كرؤية شاملة خاضعة للقبول أو الرفض في هذا المنعطف وهل هذا من واجباته واختصاصاته أم من واجبات الفاعلين الذين يسعون الي تحقيق اجندتهم وماربهم تحت غبار الازمة ودخان المعارك مما يضفي علي المشهد قدرا من الغموض المثير للشكوك والتكهنات في ظل أجواء يسودها فقدان الثقة ومفعمة بالمشاعر الوطنية الوطنية المكوبته والمصرح بها وبالتالي يصبح من الضروري والحتمي الخوض في قراءات وتحليلات تذهب الي ما وراء ذلك وتتجاوز اللحظات التاريخية بماساويتها ودمويتها الي جذور أعمق لتتبع الافكار وليس العواطف لاستيعابها و التعاطي معها لخلق أجواء تصالحية وليس صرف النظر عنها و اعتبارها حالة نفسية أو مزاجية فرضتها ظروف معينة وبالتالي لاخشية من احتمالات اغراق البلاد مرة أخري في دوامة مابات يعرف بالسياسة السلبية التي حالت دون تطوير العملية السياسية واعاقت الجهود التنموية طوال الحقب الماضية بسبب الاستقطاب والاستغراق الممعن في الذاتية الساعي الي تجريد الآخرين من حججهم وأفكارهم ورؤاهم مما ادي صرف الأنظار أو الانحراف عن الأهداف الاساسية وتعثر مشروع النهضة الوطنية حتي وصلنا الي هذا الدرك ولم نتمكن من اكتشاف انفسنا حتي اكتشف الآخر نقاط تعفضنا.
خرجت شعوب كثيرة من احوال وظروف مشابهة وهي أكثر قوة وتماسك لانها وعت الدرس بالالتزام بمعايير موضوعية في كل جوانب الشأن العام واستوعبت حقيقة العالم الذي يضيق بساكنيه بسبب نقص الموارد وتناقصها مع ارتفاع معدلات السكان أو بسبب التحولات البيئية والمناخية الي جانب العوامل السياسية وغيرها فالي متي نبقي في حالة الشد والجذب والتشرزم القائم علي تصورات ذاتية قاصرة لا تستدعي مقومات الوحدة والتماسك الوطني ولاتقر مبدأ النقد الذاتي والاعتراف بالخطأ أو أي محاذير اخري أليس في ذلك عبث بمصير الوطن أليس الافضل الان طرح تصورات تتضمن أفكار خلاقة وقديما قيل ما اصغر الدولة وما اكبر الفكرة.فاين تلك الفكرة التي تخرج البلد من الازدواجية أو الخلط بين الواجبات والاستحقاقات استلهام الافكار من التجارب السياسية أعمق أثرا واكثر نفعا من اي تجربة إنسانية اخري مهما كان حجم التضحيات لأن ميادين العطاء الإنساني متساوية في الأهمية ولكل مجال أهميته حسب ما تقتضيه الظروف . وطالما هنالك إجماع واتفاق علي توحيد الجيوش تحت إمرة القوات المسلحة في اطار واجباتها وادوارها فليس هنالك مايثير قلق أو مخاوف من حمل البندقية دفاعا عن الوطن وفي ذات الوقت لا يعطيه الحق في احتكار فرصة الفاعلين السياسيين للقيام بمهام التنوير ورفد الوعي القومي وايقاظه لاستشعار المخاطر المحيطة بالوطن وحجم هذا الاستهداف الممنهج الذي فضح النوايا الخبيثة لاستغلال وسرقة الموارد والعبث بمستقبل الشعب والبلاد.
من سيحكم السودان؟
مقالات ذات صلة