كتب خالد تكس
حظيت الورشة التي اقامتها مفوضية السلام بالمشاركة مع مركز دراسات السلام والتنمية باقبال كبير وقبول لمبدأ الفكرة لأن نشر ثقافة السلام يعد التتويج الأنسب التضحيات الكبيرة التي بذلت لاجل تحقيق إرادة وتطلعات الشعب.فانخرط المتدربون في حوارات ونقاشات أسهمت في إيجاد مقاربات ردمت الهوة مابين النقيضين الحرب والسلام طالما أن أحدهما جهاد اصغر والآخر اكبر يختبر مدي قوة إرادة الحياة التي سطرتها الانتصارات العظيمة للقوات المسلحة وحلفاءها ببذل الأرواح والدماء ليس لأجل هزيمة المليشيا وظهيرها السياسي وشرازمها المهزومة فكريا وأخلاقيا بل لإرساء القيم العليا الرفيعة التي تلقيها خارج دائرة الفعل والتأثير ولتسود المباديء الوطنية والإنسانية والدينية وتكون الوقود المحرك لمكنزيمات التغيير بعد الانتصارات الساحقة في معركة الكرامة لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة وسد الثغرات التي يستغلها المتربصين.املت هذه التطلعات علي منظمي الورشة ضرورة وحتمية الاستعداد المبكر لمرحلة قد تكون أكثر تعقيدا من سابقتها لذلك لابد من مخاطبتها بمباديء ومفردات ورسائل تعضد تماسك الجبهة الداخلية وترتق النسيج الاجتماعي وتنشر القيم المحفزة لإرادة الحياة وتنقية النفوس ودحر الياس.والاقبال علي الحياة لحماية الموارد والمحافظة علي المكتسبات. *تمرحل الصراع* تطرقت الورقة الاولي التي قدمها الدكتور سر الختم عبدالرحيم لفكرة الصراع كمفهوم واصطلاح ومراحله والسبل الكفيلة لاحتواءه حتي لايتفاقم أو يستفحل من مرحلة الي اخري اخري أكثر تعقيدا واستعصاءا علي الحلول طالما أنه ينشأ من المنافسة التي أجمع المتحدثون علي أهمية تنظيمها وتحديد شروطها واشتراطاتها من كافة الجوانب لتصبح مشروعة وعادلة وحتي لا تتحول إلي مشكلة والتي قد تتطور ايضا الي ازمة حيث تتطلب بذل جهد أكبر لإدارتها حتي لا تتحول إلي كارثة.وساهمت الطريقة الاحترافية التي اتبعها مقدم الورقة إثارة حوارات أسهمت في ترسيخ وتطوير الافكار لدي المشاركين لتكوين خلفية علمية وترسانة مفاهيمية تعين علي اتباع افضل الطرق والمنهجيات لطرح واستكشاف بؤر ومظان الصراع لمخاطبة الدوائر المعنية بالرسالة الاعلامية التي حددتها ورقة الاستاذ سعودي ابتداءا من حلقة الفرد ثم المجتمع والوطن والكون ورغم الاختلاف في وجهات النظر والتباين الذي حدث فيما يتعلق بالمحددات والضوابط المهنية الافتراضية بين الصحفي المحترف وصحفي السلام والتحفظات حول وجود فوارق مهنية في تناول القضايا الا انه تم الاتفاق علي ذات المحددات والمواثيق المهنية والاخلاقية المطلوبة لأداء وإيصال الرسالة الاعلامية رغم الأطروحات والأفكار التي عولمت بعض والمواثيق بذرايع أنسنة واعلاء قيم جامعة تستوجب توخي أقصي درجات الموضوعية والايستثاق من المصادر المتعددة ووجهات النظر المختلفة لبلوغ الحد الادني المتوافق عليه لخدمة وبحث الحقيقة. *الأصوات المتساوية* طالب الدكتور حرهام عبدالقادر بضرورة تضافر جهود كل الفاعلين لتثبيت نظرية الأصوات المتساوية ثقافيا باعتبار أن الاعتراف بثقافة الاخر يسهم في إرساء دعائم السلام والتعايش واعتبر أن التنمية المفتاح السحري لهزيمة أنماط الإنتاج التقليدية مثل الرعي والبدواة التي أسهمت في خلق كثير من الازمات والمشاكل في حزام السافنا الممتد من حوض النيل الي المحيط بسبب المنافسة بين الرعاة والمزارعين والارتكاز علي قيم وأعراف عصبة القبيلة واعتماد نظرية النقاء العرقي وان هزيمتها والحد من تاثيراتها السالبة يكمن في إدارة التنوع لأن الثقافة يمكن أن تصبح مصدر ثراءواثراء ويمكن أن تتحول إلي مصدر اقتصادي كما حدث في بعض الدول التي خرجت من معضلة قبائل الجمهورية تقاتل جمهورية القبائل .وكشفت الورقة التأثيرات السالبة للتدخلات الخارجية من الدول الكبري منذ اتفاقية برلين نهاية الحرب العالمية الثانية التي قسمت بموجبها الدول الفقيرة الي مناطق نفوذ سياسي اتخذ الغزو الثقافي كمدخل للهيمنة علي موارد ومقدرات الشعوب والسيطرة عليها وتوحيهها.او خلق بؤر صراع تنتج أزمات مستمرة أسهمت في إضعاف المجتمعات والدول مما سهل التدخلات الخارجية وابطا عجلة التنمية فلم تتمكن من تحرير قرارها الوطني أو تستفيد من مواردها