الريكة نيوز :عمق الحدث
شن القيادي الجنوبي المعروف نيال دينق نيال هجوما عنيفا علي زعيم الحركة الشعبية متهما قيادتها بخيانة الأفكار والمباديء الثورية. وفي
في تطورٍ سياسي مفاجئ ينذر بمزيد من الانقسامات داخل الحزب الحاكم في جنوب السودان، أعلن السياسي المخضرم نيال دينق نيال، أحد أبرز قيادات الحركة الشعبية لتحرير السودان (SPLM)، تجميد عضويته في الحزب، متهمًا القيادة الحالية بـ“خيانة مبادئ التحرير والعدالة التي تأسست عليها الحركة.”
وجاءت هذه الخطوة ضمن إعلان سياسي مطول من 18 صفحة، وُصف بأنه من أكبر الانشقاقات في تاريخ الحركة منذ استقلال البلاد عام 2011، ما يفتح فصلًا جديدًا في الصراع الداخلي على مستقبل الحزب والدولة.
🔹 انتقادات حادة لقيادة سلفا كير
في بيانه، وجّه نيال انتقادات لاذعة للرئيس سلفا كير ميارديت، متهمًا إدارته بـ“الفساد، وتدهور الوضع الأمني، وتعطيل العملية الانتخابية”، معتبرًا أن الحزب “فقد روحه الثورية وتحول إلى أداة للسلطة بدلاً من التغيير.”
وقال نيال:
“الحركة الشعبية التي حلمنا بها باتت في غيبوبة سياسية، والدولة التي ضحّى من أجلها الشهداء أصبحت رهينة لمجموعة صغيرة لا تؤمن بالمساءلة ولا بالإصلاح.”
وأضاف أن البلاد تقف على “شفا الانهيار التام”، داعيًا إلى نهوض وطني شامل يعيد المشروع السياسي إلى مساره الصحيح.
🔹 تأسيس حركة “إنقاذ جنوب السودان”
أعلن نيال عن تأسيس حركة إنقاذ جنوب السودان (SSSM)، موضحًا أنها “إطار إصلاحي مؤقت” يسعى إلى إعادة هيكلة الحركة الشعبية من الداخل، مؤكدًا أنها “ليست بديلاً عنها بل وسيلة لإيقاظها من سباتها واستعادة رسالتها الوطنية.”
وأشار إلى أن الحركة الجديدة ستعمل ضمن التحالف الشعبي المتحد (UPA) بقيادة باقان أموم، وأنها ستتعاون مع قوى المعارضة الأخرى للضغط على الحكومة من أجل إصلاحات سياسية ودستورية شاملة.
🔹 دعوة إلى انتخابات حرة ودستور دائم
طالب نيال قيادة جوبا بـصياغة دستور دائم وتنظيم انتخابات حقيقية قبل نهاية عام 2026، معتبرًا أن تأجيل الانتخابات المتكرر “هروب من المساءلة الشعبية.”
وقال:
“نظام جوبا لا يستطيع إجراء انتخابات حرة لأنه يخشى نتائجها، ويعلم أن الشعب سيسحب منه التفويض.”
وشدد على ضرورة إحياء روح الحركة الشعبية التي وُلدت من رحم النضال من أجل الحرية، “لا من أجل البقاء في السلطة.”
واختتم بيانه قائلاً:
“قد يراني البعض متناقضًا بعد سنوات في الحكومة، لكنني اليوم أتعهد أمام الشعب أن أعمل من أجل التغيير الحقيقي، لا لمصالح شخصية، بل لإنقاذ وطنٍ يتداعى.”
🔹 انشقاق يربك المشهد السياسي
يرى مراقبون أن خطوة نيال قد تُحدث تداعيات عميقة داخل الحزب الحاكم الذي يعاني أصلاً من انقسامات فكرية وتنظيمية، مشيرين إلى أن هذه الخطوة قد تُشجع قيادات أخرى على اتخاذ مواقف مماثلة.
ويعتقد محللون أن إعلان نيال جاء في وقت حساس تواجه فيه البلاد أزمات اقتصادية خانقة وتحديات أمنية متزايدة، إضافة إلى تعثّر تنفيذ اتفاق السلام المُنشّط (R-ARCSS) وتأجيل الانتخابات أكثر من مرة، ما يعيد المخاوف من عودة الاضطراب السياسي ما لم تُحرز الحكومة تقدمًا في مسار الإصلاح الدستوري.
ويرى محللون أن خروج نيال من الحزب يمثل منعطفًا سياسيًا مهمًا قد يُعيد رسم الخريطة السياسية في جنوب السودان ويفتح نقاشًا واسعًا حول مستقبل الحركة الشعبية ودورها في قيادة البلاد نحو التحول الديمقراطي.
