40.8 C
Port Sudan
الخميس, يوليو 10, 2025
الرئيسيةتقاريرحينما يبتسم الحظ تحت الأشعة والموجات..تعانق نظرات المرضي ايهاب التوم

حينما يبتسم الحظ تحت الأشعة والموجات..تعانق نظرات المرضي ايهاب التوم

كتب خالد تكس
تقول سيرته العطرة البازخة أنه مكافح صلب في دروب العلم بمسيرة طويلة …تحدوه الامنيات والدعوات والاغنيات (يا ولدي الدروب شقاقة بحر التيه) لكن لم يتوه حتي وصل الفلبين حيث درس علم الأشعة التشخيصية ونال درجاته العليا هناك وسلك ذات الطريق المهني المستقيم وبدأ رحلته المهنية الاحترافية في مستشفيات الإمارات العربية وعاد الي وطنه وحضن أسرته ليواصل عمله ويخدم بني وطنه ويؤدي الضريبة والواجب الوطني بالتزام مهني لأن مجاله مرتبط بحياة الناس وقراره يحي و يبعث الأمل في نفوس المرضي فلا يجد مساحة من يومه ولامتسع من وقته ليهدره متسقطا اخبار السياسية ولا متسكعا يخوض مع العوام في مجادلات مادتها وموضوعها الدعم السريع أو غيره لأن هذه لم تكن من اهتماماته أو مشاغله.صمم برنامجه اليومي بين مستشفي التميز ومنزله في حي النزهة وبالكاد يجد متسع من الوقت ليداعب طفلته الوحيدة التي تتحرق شوقا لرؤيته نهاية يوم عمل طويل وشاق ودأب هو كذلك يدبر أمر يومه ليعانقها بتحنان ابوي يكاد يفيض من جوانحه وكان هذا حاله قبل أن تتفجر الاوضاع وتندلع حرب مليشيا ال دقلو التي تحولت منذ أيامها الاولي لاستهداف الشعب السوداني بلا تمييز ومنذ أن اتخذت المنازل والأعيان هدفا وسكنا استعصم ايهاب بمستشفي التميز ليؤدي عمله في ظروف عملية معقدة وتضحية إنسانية كبيرة فلم يعد يومه كايامه الخالية واجبره نداء الواجب أن يترك عناق طفلته ولم يعد يري ابتسامتها ولم يسمع نداءها تحت أزيز الطائرات ودوي المقذوفات وضجيج المسيرات لكن انين المرضي اسره قبل أن تمتد يد الوحوش لاختطافه واسره اختبرته الوقائع فاجتاز الاختبار صبرا علي فراق طفلته منحازا الي مرضاه فبقي مع زملاءه يؤدون الواجب الإنساني الأكبر تتطبيب الناس الذين جردتهم الحرب من الخيارات الاخري فكانوا لهم الامل وكانوا لهم الرجاء في وقت يعز الامل والرجاء لأن وحوش المليشيا وعصاباتها قد عاثوا خرابا ودمار في الشوارع والمنازل وحتي المستشفيات تحت تأثير المسكرات والمخدرات لم يعد بوسعهم التميز فانطلقوا كالوحوش ينهبون ويسرقون ويقتلون وبعد أن ضيق عليهم الجيش الخناق أصبحوا يرتابون ويتوجسون من كل شيء حولهم فأصبحوا كالثور في مستودع الخزف فوضعت الأقدار الدكتور إيهاب التوم أمام سونامي الهياج الاعمي فاخذوه وظهر في مقاطع فيديو تحت التعذيب لايقوي حتي علي الكلام لانه يعاني من مضاعفات داء السكر وارتفاع ضغط الدم تحت هذا الاستجواب القاسي فتبا لكم ايها الاوغاد منزوعي الرحمة قد بلغ بكم الجبن والغدر هذا المستوي من الانحطاط والقسوة لو كان لديكم ذرة شجاعة أو نخوة لما فرغتم غضيكم وانتقامكم علي مثل دكتور ايهاب.فالجيش أمامكم ومن خلفكم فأين تذهبون.
ولتعلم المنظمات والضمير الإنساني أن هذا ما فعله الاوباش برسل الرحمة في مستشفي التميز وهذا الرجل مهني يؤدي واجبه ولا علاقة له باي من التشكيلات العسكرية. وان ما تتوهمونه من اتهامات هي وساوس وهلاويس جبناء يستضعفون الابرياء.ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.نسال الله أن يعود الي أسرته وطفلته سليما معافي

مقالات ذات صلة

الأكثر قراءة