فخامة الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حين تشرق شمس الأخوة على أرض العطاء، وحين تتلاقى القلوب على دروب الصفاء والنبل، تولد الكلمات من رحم الامتنان، وتنساب المشاعر صادقة لا تكاد تسعها السطور.
في هذا المقام النبيل، أتشرف، أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي أعضاء الوفد البرلماني الموريتاني، أن أرفع إلى مقامكم الكريم أسمى آيات الشكر والعرفان، وأصدق مشاعر المودة والتقدير، لما أحطتمونا به من حفاوة استقبال، وكرم وفادة، ونبل معاملة، خلال زيارتنا المباركة إلى جمهورية السودان الشقيق.
لقد لمسنا في أرض السودان الطيبة عبق التاريخ ووهج الحاضر، وتلمسنا في وجوهكم السمراء الطيبة إشراقة الصدق ودفء الإخاء، فرأينا فيكم صورة الأمة حين تكون وفية لعهدها، ومرهفة الحس بوحدتها، وماضية نحو مستقبلها المشرق بإذن الله.
جاءت هذه الزيارة في غمرة الانتصارات التي حققها الجيش والشعب السوداني، وعززت الأمل بأن جراح السودان قد وجدت من يأسوها، ويعبر بها لجة الماضي، ويفسح المجال للمستقبل الأبلج، وإذ نهنئ السودان على ذلك، فإننا ندعو الله لجيشه وحكومته بالتسديد والتأييد.
لقد كانت زيارتنا لكم محطة مشرقة في مسيرة العلاقات الأخوية المتينة التي تربط بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجمهورية السودان، وشاهدًا حيًا على إرادةٍ صادقة لتعميق التعاون، وتعزيز التنسيق في القضايا الكبرى التي تهم شعوبنا وتطلعات أمتينا العربية والإفريقية.
فمن ظلال باسقات الأفياء على ضفاف نيلكم الخالد، وبين جنبات تاريخكم المضيء، نهلنا من معين المروءة وأصالة الضيافة، وتأكد لنا أن السودان، رغم التحديات، يظل وطنًا يحتضن أبناءه وأصدقاءه بسعة قلبه وعلو همته.
ولا يسعني، في هذا المقام، إلا أن أخص بالشكر الجزيل مجلس السيادة الانتقالي الموقر، والحكومة السودانية، على ما بذلوه من جهد كريم في تهيئة هذه الزيارة، وما أتاحوه لنا من فرص اللقاء المثمر والحوار البناء، وهو ما يبعث في نفوسنا الثقة بأن الغد يحمل المزيد من الخير والتآخي لشعبينا العظيمين.
ختامًا، نسأل الله العلي القدير أن يحفظ السودان العزيز، قيادةً وشعبًا، وأن يبارك خطواته نحو الأمن والرخاء، وأن يديم على بلدينا نعمة الأخوة والمحبة، إنه سميع مجيب.
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.
النائب الداه صهيب
رئيس الوفد البرلماني الموريتاني