المركزي معركة من غير معترك…لماذا؟

طالما ان الموضوع هو اصلا أزمة تدهور الجنيه وشح العملة فلن
تستطيع آمنة ولا برعي ولا اي احد غيرهما مهما امتلك من قدرات ..حل شق الازمة او وجه من اوجهها المتعلق بالجانب المصرفي في ظل الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد فتدهور سعر العملة وشح النقد الاجنبي مرتبطة بطريقة مباشرة بمشاكل الاقتصاد الكلي بعد الحرب وهنا تكمن المشكلة الحقيقية بعد الدمار الكبير للبني التحتية ونهب وسرقة المصارف وتدميرها وسرقة ونهب مؤسسات القطاع العام والخاص فتوقفت العملية الانتاجية وضمرت موارد النقد الاجنبي اللهم الا في قطاع التعدين الذي يعاني هو الاخر من ازمات موروثة مرتبطة بالاختلالات الهيكلية وسوء الادارة الخ اما المصارف اصلا كانت خارج مظلة التصنيف الدولي بسبب عدم وفاءها بمعايير لجنة بازل الدولية لذلك ليس لديها مراسلين خارجين وليس لها تأثير كبير في انعاش الصادرات ودورها محدود في التبادل التجاري .لجملة من أوجه القصور الفنية الي جانب التبعات السياسية سوءا كانت علي صعيد العلاقات الدولية او الازمات الداخلية المتلاحقة التي جعلت منها مجرد نادي لرجال المال والاعمال . او اشبه بالصناديق الخته ….يضع فيها رجال الأعمال أموالهم ليستثمروها بانفسهم ويحتكروا سقوفها الاستثمارية في اطار علاقاتهم الشخصية ….دون أي اعتبار كبير للمسؤلية الاجتماعية…وظل بنك السودان كجهة رقابية تفرض عقوبات وتتحصل غرامات مثل شرطي المرور دون المساهمة بتقدم دراسات تذكر تطرح مؤشرات تعين المستثمرين المحلين او العالمين او حتي صناع القرار المحلين لذلك ظل بعيد جدا عن ممارسة ادواره الحقيقية ….فالازمة مركبة ومتشابكة ومعقدة….لذلك يجب النظر اليها بعمق وجدية لان الاقتصاد هو لغة السياسة الأكثر كثافة وصدقا في التعبير عن الواقع….