نحو آفاق جديدة فتحي حسن عثمان سبيل الخلاص الوطني(2___3) لم تكتفي مبادرة سبيل الخلاص الوطني ومنافذ الخروج من الأزمة الوطنية بالحديث عن العموميات والتصويف بل سعت الي التشخيص السليم والدقيق لمألات الحرب والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية فالتشخيص السليم يقود ابتداء الي العلاج السليم والوصفة المناسبة ففي الجانب الاقتصادي تحدثت عن حجم الدمار الذي حدث للبنية التحتية والمرافق العامة والخاصة والدمار الذي طال قطاعات الكهرباء والمياه والمصانع والقطاع الصحي من مستشفيات ومراكز طبية وقطاع التعليم تدمير الجامعات السودانية ومراكز البحوث ونهب المخازن الي جانب نهب الممتلكات الخاصة واموال المواطنين وسياراتهم وكافة مدخراتهم إذ تقدر المبادرة حجم الدمار والمنهوبات بما يعادل في العاصمة الخرطوم وحدها ماقيمته حوالي 16 مليار دولار وعضد السيد وزير المالية السابق دكتور إبراهيم البدوي ماذهبت اليه المبادرة في حديثه المنشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي بان السودان يحتاج إلى 11 عاما حتى يعود الي الأوضاع ماقبل حرب الخامس عشر من أبريل 2023. اي حديث عن قدرة حكومة الأمل بقيادة كامل إدريس عن تحسين الأوضاع في السودان هو ضرب من ممارسة خداع الذات فالجنيه السوداني منذ بداية الحرب فقد من قيمته مايعادل 500 بالمائة من قيمته قبل الحرب وسط ارتفاع للأسعار وغلاء فاحش فمن اين يأتي المواطنين بالمال فهم قد تعطلت حياتهم واصبحوا بلا عمل وتعطل الإنتاج فتوقفت المصانع والزراعة فلا صادر للسودان الا مورد وحيد وهو الذهب والذي يتم تهريب معظم الإنتاج الي خارج البلاد لضعف الرقابة من ناحية ومن نواحي اقتصادية هيمنة البنك المركزي علي احتكار عملية الشراء والتي في كثير من الأحيان لا تواكب الأسعار العالمية في البورصات الأمر الذي يفتح الباب للتفكير في التهريب والأمر الآخر هو وقوع مناجم عديدة في مناطق انتشار المليشيا المتمردة فحصائل الصادر من الذهب لا تتعدى تسيير أعمال الحكومة الشهرية. الاسباب التي أدت الي سقوط نظام الإنقاذ ونجاح ثورة ديسمبر المجيدة وهي المميتات الستة وهي الآن موجودة ويضاف لها كيل بعير وهي 1/ الفساد وسوء إدارة الموارد 2/ العزلة الخارجية والعقوبات الاقتصادية ،3/ انهيار العملة الوطنية وفقدان قيمتها بصورة مستمرة أمام العملات الصعبة 4/ أزمة السيولة النقدية 5/ شح النقد الأجنبي وضعف احتياطات البنك المركزي من العملات الصعبة. 6/ صراعات الاسلاميين فيما بينهم علي السلطة
7/ الحرب وتداعياتها كشفت موجة الوبائيات التي ضربت العاصمة الخرطوم حمي الضنك والملاريا ومن قبلها وباء الكوليرا كشفت هذه الاوبئة ضعف وهشاشة الوضع الصحي في البلاد هناك حماسة للعودة الطوعية للمواطنين الي بيوتهم فعاد في الشهور الأخيرة مايقارب عددهم 2 مليون سوداني عادوا وينتظرون تقديم الخدمات الضرورية الماء والكهرباء والعلاج والغذاء فالامم المتحدة تقول تقاريرها بحوجة حوالي 30 مليون سوداني للمساعدات الإنسانية فالحرب اققرت اهل السودان. لا مخرج بدون الاتفاق على وقف الحرب واستعادة المسار المدني وإنهاء العزلة الخارجية ورفع العقوبات والمواصلة في برنامج إعفاء ديون البلاد الخارجية. إعادة الأعمار تتطلب تعاون مع الأسرة الدولية واعتماد خريطة الرباعية الدولية في الحوجة العاجلة لتوصيل المعونات الإنسانية للمناطق المحاصرة وكافة المناطق التي تأثرت بالحرب. وسط حماس الانتصارات وارتفاع الشعارات عالية( بل بس ) تختفي الحكمة وبعد تلاشي الحماسة يعود الناس فيبحثون عن الكهرباء والمياه النظيفة وعن فرص العمل وعن وعن فلما لم يجدوا اجابة يبدأون في التذمر ويتحول التذمر الي غضب وتتحول القصة الي ثورة فبدلا من الدوران في هذه الحلقة المفرغة دعونا نحكم صوت العقل فاعادة الأعمار أكبر من امكانيات السودان الحالية باضعاف مضاعفة فالأمر يحتاج إلى تعاون مع الأسرة الإقليمية والدولية وفق خطة متوافق عليها لإنشاء صندوق لإعادة اعمار القطاعات الحيوية والدخول في شراكات واستثمارات سريعة تعمل كأنعاش مبكر لجسد الاقتصادي السوداني في المجالات المستدامة وهي القطاع الزراعي وقطاع الثروة الحيوانية والقطاع الصناعي الذي يعمل علي المنتجات الوطنية هذه الشراكات والاستثمارات لا تتوفر الا في ظل استقرار سياسي والذي يعتبر المدخل الرئيسي والسليم له هو الحوار السياسي السوداني السوداني. ونواصل
نحو افاق جديدة كتب فتحي حسن عثمان: سبيل الخلاص الوطني (٢_٣)
مقالات ذات صلة
